وصلنا في شتى مناحي حياتنا وفي كل جوانبها خصوصاً الرياضية منها إلى حالة مزرية أشبه بالميؤوس من علاجها فحينما يمتدح أحد (شيء ما) وما بين القوسين مطلق يشمل كل شيء فيتجاوز الأفراد إلى الأعمال وربما المنجزات وحتى الصفات والسمات
أقول حينما يمتدح أحدنا شيء ما أعجبه نتجاوز ذلك ولا ندخل في صلب الأمور بل على الفور نبحث عن سبب وراءه مؤامرة أو أمر شخص وعلى الفور نطلق على المداح منا (مطبل) كناية عن انتفاعه الشخصي من الممدوح أو من تسبب بالمدح وإن لم يكن منتفعا فإننا نذهب إلى أنه ربما يبحث عن المنفعة
في المقابل حينما ينتقد أحدنا (أي شيء) فإن التصنيف جاهز ومعلب (حاقد)
وبالتالي أصبح الناقد منا كأنه السائر في حقل ألغام يتحين موضع قدميه بحرص شديد وحينما يخرج منه فإنه يكون منهك القوى ومتلف الأعصاب فالرحلة شاقة وعسيرة ويزيد عليها أنه قد وصل لكن وصوله كان متأخر جدا
في ملف استضافة قطر الشقيقة لمونديال 2022 كانت أطراف غريبة وغربية تدير آلة إعلامية هائلة تحارب من أجل ألا يستضيف العرب والشرق الأوسط تحديداً محفل عالمي بهذه الضخامة خصوصاً وأن البلد الصغير مساحة تفوق على (الغرور الأمريكي) وفاز بالانتخابات بأربعة عشر صوتا مقابل ثمانية أصوات لبلاد (عمهم سام) وفي ذلك ضربة موجعة للكبرياء الغربي وحينما استفاقوا من ذلك شنوا حملة كبيرة وحربا شعواء نحو تشويه الملف العربي ولن أقول القطري فكل المعطيات تثبت بأنه (مونديال العرب) ولا تقتصر فائدته على قطر فقط
وبعد عامين من التحقيقات جاءت نتائج (تحقيقات جارسيا) لتؤكد خلو ملف قطر من الشوائب بل وتثبت بأن الملفين (البريطاني والأسترالي) لم يكونا نظيفين وسأكتفي بهذا الوصف
ومع أن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قد أعلن من الرياض بأن مونديال 2022 سيقام في قطر ومع أن ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم ومعه فرانس بيكينباور قد صوتا لقطر إلا أن بعضا منا مازال (يعشق جلد الذات) وينجرف خلف ما تروج له بعض الصحافة الإنجليزية تحديدا وكأني به يخشى أن يكون (مطبلا) ويفضلها على تصنيف (حاقد)
الهاء الرابعة
ياريحة الصبح مع فيـروز لاغنـت
نسم علينا الهوى من مفرق الوادي
ماعاد فيني صبر والعيـن ماظنـت
غيرك يجيها بكل الصدق وينـادي
كل النسايم أحس إنها معـي حنـت
قالت دخيل الهوى خذني على بلادي