الفريق البطل له علامات تمتد من أعلى الهرم الإداري وتستقر في منتصف الملعب، وكما أن للنهار نور يدل عليه فإن لليل ظلام يكتسيه.
في العام الماضي كان النصر بطلا في كل شيء وظهرت بوادر البطولة في رزانة الخطاب الإعلامي بابتعاد الإدارة وكل المسيرين في الفريق عن خوض معارك خارج المستطيل الأخضر، فكان التركيز سمة المرحلة وتعاملوا باحترافية كبيرة مع الأحداث المتتالية حتى أصبحت الفرقة المنفذة بمنأى عن الضغوطات وبعيدة كل البعد عن المنغصات وللأمانة انبهرت من التحول الكبير في فكر الإدارة الصفراء والطريقة المثالية في التعامل على عكس ماعرفنا عنها في السنوات الماضية وجنح فكري بعيد ذي حوار خاص، وقلت لشرفي نصراوي ربما أنكم استعنتم بصديق أو خبير أجنبي،
ويبدو أنني لم ابتعد عن الصواب فما تقوم به الإدارة النصراوية هذا الموسم ومع مطلعه يشير إلى أنها في طريقها لهدم الفريق البطل الذي بنته في سرعة متناهية.
فمع أول مباراة (لقاء السوبر) شاهدنا ردة الفعل المحتقنة والبيانات المتتالية وقبلها كانت الإدارة قد أصدرت بيانا (مضحكا) وفي موضوع إن دل فإنه يدل على (رغد) لارغد بعده و(دلال أصفر) كأنه يقول (هذا الدلال وإلا فلا) والسبب المضحك المبكي الباعث على البيان الاحتجاجي بلغة المظلومية لعب مباريات أكثر من الهلال في اليوم التالي، ولبيان (غباء) الاحتجاج نسأل والجواب يكفي (لماذا لم ينظر لبقية مباريات المنافسين الاتحاد والشباب والأهلي ؟) وحتى تتضح لكم الصورة تأملوا توجههم بالتقريع لعضو في لجنة المسابقات لأنه (هلالي) وعدم مهاجمة رئيس اللجنة لأنه يشاطرهم نفس الميول.
الخطاب الأصفر المحتقن الذي أعاد البيت النصراوي لسنوات الضياع امتد في احتقانه ليشمل لجنة الحكام التي كانت تدعم منهم في العام الماضي ويتم طلب زيادة الحكام الأجانب ويتم الموافقة على الزيادة فورا - في العام الماضي طالبت الأندية المنافسة بنفس الطلب وتم رفضه - ولمزيد من ذر الرماد في العيون طالبت بلعب مبارياتها خارج أرضها وبدأت الأندية في الرضوخ وباتت الأموال تنتقل من حسابات صفراء إلى حسابات أخرى في مخالفة صريحة للنظام.
هذا الاحتقان تجاوز لجان اتحاد القدم التي أثمر معها وأصبحت تستجيب للضغوطات التي يشنونها عليها ووصل للمنابر الإعلامية (الحرة) وكأني بهم يريدون من الإعلام أن يسير وفق ما يشتهون وأن تقتصر مهمته على مهاجمة بقية الأندية والتغني بالأصفر البراق فقط،
ففي أول أيام عيد الأضحى المبارك تصدر الإدارة النصراوية بيانا جديدا يستحق أن يطلق عليه (بيان جاب العيد) يعلنون من خلاله (مقاطعة) صحيفة الرياضية، وجاءت المقاطعة بمبررات واهية ضعيفة وبودي لو أن من صاغ البيان قد تمهل قليلا وانتبه لمفرداته - يبدو أن لغته الغاضبة مردها العمل حتى في يوم العيد دون أن ينعم كباقي الناس بالإجازة - بل ليته تذكر قول الشاعر: (يا أيها الرجل المعلم غيره.. هلا لنفسك كان ذا التعليم)
علما بأن المقاطعة سلاح قديم غير فعال بل اثبت التطور الهائل في وسائل الاتصال أن من يتخذه حلا ذو عقلية أكل عليها الدهر وشرب، خصوصا أن الأندية منشآت حكومية ولا تستطيع أي إدارة منع أي وسيلة إعلامية سعودية من التواجد بها، ثم يبقى سؤال ما الفائدة التي كانت تجدها صحيفة من ناد في حال مقاطعتها ستنتفي؟