هناك مثل شعبي يلخص تجارب السنون وتعاقب الأحداث يقول " الطيب كايد " بمعنى أن الفعل الطيّب عسير لا يتقنه إلا من تجاوز أعداءه الثلاثة " الشيطان والنفس والهوى " وعلى عكس الطيب يأتي " الرديء " وهو سهل يسير المنال بدليل أن الشماتة يستطيع أن يتقنها الكبير والصغير والعاقل والجاهل والرجل والمرأة لكن كبح جماح الغضب ونزوات النفس ومشتهياتها لا يستطيع عليهما إلا " قرم "
في المقابل يقول المفكر العربي أحمد زويل : " الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء، ولكن هم يشجعون الفاشل حتى ينجح ونحن نحبط الناجح حتى يفشل" ومن فترة طويلة وأنا ابحث عن تطبيقات عملية لهذه العبارة الخالدة لكنني لم أجد أبلغ مما تعلمه ساحتنا الرياضية مع ابن الوطن سامي الجابر وهو في حقيقة الأمر يلاقي حربا طاحنة وصلت بعض تفاصيلها لأهل بيته وأسرته دون ذنب اقترفه في مقابل أن هناك من يسيء لساحتنا بشكل مستمر ويخرج بأقوال وتصرفات تحرجنا أمام الآخرين دون أن يقف بوجهه ناصح أمين أو معاقب صارم ولقد بحثت طويلا واستعنت بأصدقاء من مختلف الميول لمعرفة سبب هذا الغل الكبير لشخص سامي قبل عمله ووجدت أن أكثر سبب هو " أنه منفوخ إعلاميا وجماهيريا من أنصار فريقه " وبالله عليكم هذا منطق ؟ أيعقل أن يحقد شخص عاقل على رجل لمجرد أنه يمتدح في المجالس لطيب فعله ونجاح عمله ؟ وكيف أن الحاقد لا يفكر في تصرفه ويصنفه ؟
يا حاج زويل ليتك تشاهد بعينك الآن مايفعل السعوديون بابنهم من تحطيم له بكل السبل وبالتهكم والاستهزاء الذي يتلقاه منذ أكثر من عقدين من الزمان ؟
ياحاج زويل إن سامي الجابر مواطن سعودي برع في مجال كرة القدم كلاعب وخدم ناديه ومنتخب وطنه بكل ما يستطيع وحين اعتزل لم يتوقف الطموح عنده بل عمل في ناديه إداريا ونجح ولأن الطموح لا يرتبط بعمر معين ولأنه صاحب همة عالية ذهب لأوربا لدراسة علم التدريب وحصل على شهادة معتمدة ثم طبّق علمه على أرض الواقع في ناد أوربي عريق وقد جاءته فرصة من ثقة حين ولاه صناع قرار ناديه السعودي دفة القيادة الفنية بدلا من الأجانب الذين يحضرون في كل عام زرافات ووحدانا ثم يغادرون بالأموال الطائلة وجلهم لم يعمل شيئا..
ياحاج زويل لو شاهدت كيف استقبل السعوديون ابنهم بالشوك بدلا من الورد وبالسخرية بدلا من الترحيب وبالتحطيم بدلا من التشجيع وبالملاحقة بدلا من المتابعة وبتصيّد الأخطاء بدلا من الإنصاف ومع ذلك لم يلتفت لهم وظل في سعيه نحو النجاح وهم يلاحقون أكرم الله القارئ وأكرمك ياحاج لـ " جزمته " وملابسه وشعره وأشياء أخرى من المعيب أن تعرفها " كفاية فضايح ياحاج"..
ياحاج لقد اطلقوا عليه متدرب وهو الذي هزم جميع المدربين في دورينا وأخذ الاتفاق والاتحاد بـ " بالخمسة " والنصر والشباب " بالأربعة " وكأني بالحاج ضحك ثم قال " يخرب عئولكم ياعرب "
الهاء الرابعة
أهم حاجة تعيش ونظرتك عليا
لو ترخي السمع نصف الناس هراجة
وإن جاك واحد مسوي فاهم الدنيا
حاول تصير أنت ماتفهم ولا حاجة