|


فهد الروقي
“ إعلام الأفراد “
2014-02-16

في سنوات الضعف النصراوي وابتعاده لسنوات حرمان طويلة عن المنافسة وحلول الاتحاد بديلا عنه في منافسة الهلال الطرف الثابت، توجه الإعلام النصراوي بأغلب عناصره إلى الوقوف مع الاتحاد وتتبع سقطات الهلال والنيل منه والوقوف مع الشريك الاستراتيجي في اللون الفاقع، وكانت لهم مبرراتهم التي يرون أنها منطقية وهي في حقيقة الأمر تتناسب مع مافي دواخلهم من يأس وإحباط وأحيانا من غل على فريق يجدون في النيل منه " راحة نفسية " ويرون في الدفاع عن الفريق الاتحادي والتغني به والتكفل بتبني مواقفه والدفاع عنها حتى وإن كانت الأخطاء محيطة به كإحاطة السوار بالمعصم وحتى وإن كان هو مصدرها ومصدرها الأول، والغريب أنهم كانوا يلتزمون الصمت وأصفرهم الصغير يتلقى النتائج التاريخية من الأصفر الكبير تصل في بعضها لـ " نصف درزن " بل ويملكون القدرة على غض النظر بل وكل الحواس " العاملة وغير العاملة " ومعهم في التعزيز الإعلام المعزز عن تهرب لاعبين من أصفر " العريجاء " عن الكشف عن المنشطات.

وتدريجيا بدأ النصر في النهوض من كبوته وعلى العكس تماما بدأ الاتحاد في الأفول بدأت الثقافة في التغيّر التدريجي فبدأت علامات " التفرقة " بعد هدف نور " الصامت " والذي صنّفه رئيس النصر الحالي بأنه يحتاج إلى إعادة، والغريب أن التصنيف ليس للهدف بل لصاحبه، وجنح كثير من النصراويين في تأجيج الخصومة، لكن الإعلام الاتحادي في غالبه التزم الصمت ولم يأت على الأقل بردة الفعل التي تتساوى مع الفعل كما قال " اسحاق " عن ذلك في يوم من القوانين الفيزيائية.

بعد هذه الحادثة، وبعد اشتداد عود الأصفر البراق انفصلت الثقافتان الصفراوان وعادت للمنطق الحقيقي، فالمنافسون جميعهم في عين منافسهم أسوياء هكذا يقول العقل السليم وهكذا تقول أعراف شرف المنافسة، وجاء الانفصال بعد العبارة الشهيرة " ما صديقنا إلا إنّا " على إثر مشاكل أفرزتها مباراة بين الأصفرين.

ومع أن الانفصال كان منطقيا ومحتما وفيه توضيح حقيقي لمعنى المصلحة فوق كل اعتبار، إلا أن نقطته الثابتة ظلت كما هي، فالهلال هو المحرك الأساس لكل تجاوزاتهم، ويكفي أن نعلم أنهم فيما بعد اثبتوا أنهم إعلام " أفراد "، ففي الوقت الذي دخل فيه الاتحاد نفس النفق النصراوي القديم " الصراعات الداخلية " والتي تتميز بخلافات حادة بين أبناء النادي وصناع قراره وإظهار سبب التفرقة والضعف بالإيمان العميق بفكر المؤامرة، في نفس الوقت الذي ظهرت فيه الخلافات الاتحادية ثبت بالدليل القاطع أنهم إعلام أفراد حين توجهوا للتعسكر مع " أفراد " وضرب مصلحة الكيان، وحتى الآن لم يستوعب الاتحاديون لم استمر إعلام النصر في الوقوف مع طرف واحد من أطراف النزاع في فريقهم والنيل من الطرف الآخر؟



الهاء الرابعة

ولقد لَقِيتُ الحادثاتِ فما جرى

دمعي كما أجراه يومُ فراقِ

وَعَرَفْتُ أيامَ السرور فلم أجدْ

كرجوعِ مُشْتاقٍ إِلى مُشْتـاقِ