شارفت الأمور على الحسم في المنعطف الأخير من سباق الدوري سواء في المراكز الأمامية وحتى الخلفية منها، بل إن في المراكز الخلفية أشد ضراوة وأقرب منها للعبة الكراسي الموسيقية، فبعد توقف المنافسة منذ أواخر الدور الأول وانحصارها بين النصر والهلال وقد تكون حسمت منطقيا للمتصدّر، بات الصراع قويا حول البقاء وظلت غالبية فرق الدوري مهددة بالهبوط ومرافقة النهضة المغادر منطقيا، وأكثر الفرق الكبيرة التي تعاني من هذا الشبح المخيف وترتعد فرائصه منه فريق الاتفاق أحد الفرق الستة الأكبر في تاريخ الكرة السعودية وصاحب السجل الحافل بالبطولات والذهب على مختلف الأصعدة المحلية والخليجية والعربية، وباتت أمور فارس الدهناء على شفا جرف هاو، يعود ذلك للأخطاء الجسيمة التي وقعت بها معظم عناصر المنظومة خصوصا الجانب الإداري الذي عانى فراغا كبيرا بعد استقالة نائب الرئيس صاحب الثقل الفني الكبير خليل الزياني، ووضح تأثير هذا الغياب في الخيارات العناصرية المحلية حيث تم استقطاب مايقارب من " درزن " من اللاعبين ومع ذلك لم يشرك الفريق سوى لاعبين فقط أحدهما عاد لدكة الاحتياط مرة أخرى والآخر ألغي عقده في أمس الحاجة إليه ولدواعي انضباطية، في حين أن البقية لم يعطوا الفرصة للمشاركة من الأساس لدواعي قناعات فنية، علما بأن أصحاب القناعات لم يختاروا اللاعبين أصلا بل ولم يعطوا الفرصة في البقاء لتنفيذ مخططاتهم، فالألماني " ثيو بوكير " صاحب السجل المميز الذي نجح بامتياز قبل سنوات في الارتقاء بالفريق الوحداوي وقدم معه مستويات مبهرة وأوصله لمصاف الكبار منافسة والذي أخرج للقارة الآسيوية قبل أشهر قليلة منتخبا جميلا يلعب كرة سريعة وجعله منافسا ومقارعا لأكبر منتخبات القارة وهو المنتخب اللبناني أقيل من منصبة بعد أشهر قليلة من توليه دفة القيادة الفنية، ولم يمهل " غوران " الفرصة أيضا بعد حضوره بديلا من " بوكير " رغم البداية الجيدة التي قدمها مع الفريق وقدمها الفريق معه لتتم إقالته بعد فترة غير كافية وبعد خسائر ثقيلة لم يتعودها عشاق فارس الدهناء من فارسهم ولم تتعودها الساحة أيضا، ليحضر البرتغالي " أندوني " في الوقت بدل الضائع على أمل أن ينتشل الفريق. ويبقى السؤال المهم وجوابه يدين الجانب الإداري وهو يقول: لماذا لم ينجح ثلاثة من المدربين الكبار أصحاب السجل الكبير والتاريخ الناصع والتجارب الناجحة القريبة ؟ والسؤال يقود لعلامات استفهام أخرى تتمحور حول طبيعة الأجواء داخل النادي والقدرة على تسهيل العمل والتعاون مع الأجهزة الفنية والقدرة على احتواء مشاكل اللاعبين وحلها، خصوصا إذا علمنا أن هذا الموسم شهد التفافا شرفيا حول الإدارة أثمر عن دعم مالي كبير وتفاعل كبير لكنه لم يجد التفاعل من قبل الإدارة التي تسببت بشكل كبير في المصير الذي وصل إليه الفريق.
الهاء الرابعة
يعيش طير التحايا في غصون السلام
ويطير شوق المشاعر للغلا والحنين
يعانق الشعر حرف المفردة والهيام
ويصيح قلب تعذب من جروح السنين ِ