|


فهد الروقي
“ سنة دوري دلهوم “
2014-01-27

على غرار ما سطره أجدادنا في غابر الأزمان حين يطلقون على السنوات أسماء حوادث مهمة تبقى راسخة في الأذهان ربما بكامل تفاصيلها وكما أطلق أهالي نجد " سنة السبلة " أطلق أهالي الساحل الخليجي " سنة الطبعة " في ليلة ليلاء غرقت فيها سفن الصيد والتجارة إثر عاصفة هوجاء ولم ينج منهم إلا النفر القليل والغريب أن بعض الروايات أشارت إلى نجاة " سمبوك " صغير وصمد في وجه الأمواج المتلاطمة في حين أن السفن العملاقة لم تستطع الصمود و " طبعت " في قاع الخليج..

على غرار هذه الأحداث يطيب لي أن أطلق على هذه السنة " سنة دوري دلهوم " ومرد ذلك للاعب الجزائري " مراد دلهوم " المحترف في فريق النصر وحين شارك في أول ظهور له وفي الثواني الأخيرة من لقاء العروبة أقدم على ارتكاب خطأ مزدوج أمام ناظر الحكم " الهويش " حين شدّ مهاجم العروبة من قميصه داخل الصندوق رغم عدم خطورة الهجمة وحين نجح المهاجم في الافلات من القبضة الشادة أو الشدّة القابضة وارتقى في الهواء لتسديد الكرة بالرأس قفز دلهوم عاليا وضرب الكرة بيده بقوة وكأنه لحظة ارتقائه " ضارب كرة طائرة " جهز المعدّ له الكرة في انتظار ضربته الساحقة وإسقاطها خلف حائط الصد والجميل أن الحكم تفاعل مع اللقطة وتصوّر أنه حكم لمباراة في الكرة الطائرة العشبية وهذا النوع من الرياضة قد يدخل ضمن قائمة الألعاب الأولمبية كاختراع سعودي إذا علمنا أن الكرة الطائرة نوعان الأول يقام في الصالات المغلقة والثاني على الشواطئ الرملية لتكن إضافتنا المميزة من إنتاج الثنائي الرائع " دلهوم والهويش "

لقد بحثت طويلا عن مبرر مقنع لي شخصيا وحتى هذه اللحظة لم أجد لقد بحثت في تبريرات كل الأطراف وعجزوا جميعا عن إقناعي ولو بنسبة بسيطة من الرضا لقد كان مدرب العروبة محقا وهو يقرر اعتزال التدريب نهائيا لو أقنعه أحد ما بأن اللقطة ليست ضربة جزاء مزدوجة وكذلك فعل المشرف على جهاز الكرة في الفريق حتى رئيس العروبة لم تمنعه نصراويته من الخروج أكثر من مرة مصرحا وغاضبا من قرار ليس له ما يبرره..

ومما زاد من حالة الذهول خروج الحكم في إحدى القنوات مبررا قراره بأن هناك خطأ مرتكب على سهلاوي النصر بعد أن كشفت اللقطات الكاملة بأنه لا يوجد أي خطأ والمصيبة الأعظم أن اللقطات اظهرت الحكم لم يعلن أي شيء وترك اللعب مستمرا حتى جاءت " الطامة الكبرى " والتي تصنف بأنها من أوضح الأخطاء التحكيمية في تاريخ كرة القدم ليس في ملاعبنا فقط بل في كل ملاعب الدنيا منذ أن لعبت كرة القدم لأول مرة وستحتاج لسنوات طويلة حتى تكسر هذه اللقطة بغيرها و أغلب الظن أنها ستدخل موسوعة جينيس أو ستدخل قائمة " الطقطقة " العالمية فحين يخطئ حكم ويجد تأنيبا يقول على الفور " شايفني الهويش "



الهاء الرابعة

وما المرءُ إلاّ بِإخوانهِ

كما يقبِضُ الكفِّ بِالمِعصَمِ

ولا خيرَ في الكَفِّ مقطوعةً

ولا خيرَ في السّاعِدِ الأجذَمِ