|


فهد الروقي
ماذا حلّ بالراقي؟
2013-12-31

قبل عام ونيّف من الآن كان الأهلي على مشارف مجد عظيم، فقد تبقى عليه تسعون دقيقة ثم ينحر التاريخ والجغرافيا ويحصد ما لذ وطاب حين تتشرّع أمامه بوابة عظمى تعني فقط بالفوز في نهائي دوري الأبطال الآسيوي وبالتالي التأهل لبطولة أندية العالم ويكمل مربع الأربعة الكبار التي تأهلوا لها بعد النصر والهلال والاتحاد على التوالي، وإن كان الآخران تأهلا من الملعب والأول كان من باب " العالمية فزعة قوية "

وكان كل شيء في الأهلي متاحاً لتحقيق هذا الحلم، فالرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله يقف خلف الفريق دائما وهو مازال يقف بكل قوة والإدارة تعمل بجد وإخلاص بقيادة الخبير فهد بن خالد والفريق يضم بين صفوفه نخبة من النجوم المحليين لدرجة أن دفاعه هو دفاع أخضر الوطن وعصارة من التجارب الأجنبية الرابعة والرائعة ويدار فنيا بفكر أوروبي عميق يشرف عليه الداهية " جاروليم " لكن الأهلي خسر المباراة مستوى ونتيجة وكان الجميع يتوقع أن تكون خسارة معركة وليست خسارة لحرب فعناصر التفوق متوفرة والمناخ الملائم متاح لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟

لقد بدأت الأوراق الخضراء تتساقط كما تتساقط أوراق الخريف بعد عاصفة رملية قوية تقتلع الأخضر واليابس فكيف بأوراق آيلة للسقوط في أية لحظة، فغادر الداهية التشيكي دون سبب مقنع وبطريقة لاتنم على احترافية إطلاقا، فمن الأسباب المعلنة طلبه التخلي عن لاعبين طلبهم بالاسم لكن مع مطلع الموسم الحالي تم الاستغناء عنهم بطلب الأربعيني الثائر ثم غادر " الخبير " طارق كيال وهو الذي حضر في وقت أزمة ونجح في احتوائها وحين غادر ظهرت بعده أزمات لعل من أبرز ملامحها البطاقات الحمراء التي التصقت بلاعبي الراقي والتصقوا بها في آخر ست مباريات وهي بطاقات تشير إلى سوء التهيئة النفسية لدرجة أن الخلوقين بصاص والسوادي أصبحا من أربابها هكذا دون أن يظهر من المنافسين ما يوتر الأعصاب ويخرجها عن طورها

ثم بدأت عناصر الفريق تتساقط كما تتساقط أوراق التوت ولهذا المعنى معنى قد يكون في بطن الشاعر وقد يكون في بطن الأربعيني الثائر وقد يكون خلف الجدران الاسمنتية الصلبة أو خلف الحدائق الغناء، ففي مطلع الموسم تم التخلي عن المهاجمين بدر الخميس وعيسى المحياني ومعهما الهداف الأولمبي وكذلك عبدالرحيم الجيزاوي والمر والأخيرين لا احتياط لهما ولم يتم تعويض الجميع ببدلاء من مخرجات الأكاديمية ولا من الفرق الأخرى ثم رحل صمام الأمان الكولمبي وعوّض ب " أمان " البطاقات الحمراء وترك السفاح يغادر للترفيه وليس للعلاج وأهمل علاج العمدة وترك برونو يعمل مايريد دون صرامة إدارية ومع ذلك وبدلا من الاحتواء يقرر بيريرا الاستغناء عن ابني السامبا ومعهما السفاح العراقي وكان من الأجدر استمرارهم حتى فترة الانتقالات واستبدالهم بهدوء والاستفادة منهم حتى تاريخه حتى لاتحدث فجوة في الفريق تسقطه قبل السقوط وهذا ما حدث للأسف.

إن ما حدث للأهلي هو فقدان حقيقي لثقافة صناعة " فريق بطل " فمن يمتلك الأدوات لايفرط بها بسهولة بل يحافظ عليها ويرعاها كما يرعى البستاني زهوره النادرة ويحميها من عوامل التعرية حتى لاتصاب بالجفاف.



الهاء الرابعة

جمالُ الوردِ يُغري مــن رآهُ

ففيه الحُسنُ قد غطّى بهـــاهُ

وفي ألوانهِ سحرُ المعـــاني

تفوحُ إذا يداعِبُها نـــــداهُ