ربما يكون عنوان الهاءات هذا اليوم هو أدق وصف يمكن أن توصف به رسالة الأمير نواف بن سعد نائب رئيس الهلال السابق والذي استقال من عمله بعد فترة تريّث طويلة إثر ظروف فلذة كبده «علياء» الصحية، نسأل الله بأعظم ما سئل بأن يلطف بحالها ويشفيها ويعافيها ويعيدهم جميعاً للوطن سالمين غانمين غير مخذولين ولا محرومين والقارئ يقول «آمين»، وهي عبارة عن رسائل شكر متعددة تحمل في مضامينها بعداً إنسانياً راقيا وتكاتفاً بين أبناء المجتمع الرياضي، حيث بدأ رسالته بشكر كل من دعا لابنته « أتقدم للجميع بالشكر الجزيل وعظيم الإمتنان لكل من دعا لبنتي بالشفاء ولا أملك إلا الدعاء لكم جميعا بأن يمن الله على الجميع وأبنائهم بالصحة والعافية وراحة البال ويعلم الله أنني على يقين بأن دعاءكم هو من خفف علينا وكما قيل للإمام أحمد رحمه الله : كم بيننا وبين عرش الرحمن، قال:»دعوة صادقة من قلب صادق» المكسب الحقيقي كان لي من خلال عملي في المجال الرياضي هو شعوركم النبيل ودعاؤكم الصادق الذي لن أنساه على الإطلاق أشكركم جميعا شكرًا لكل من أرسل وكل من كتب وكل من اتصل، أجمل شعور هو حينما تجد من يدعو ومن يشكر دون معرفة شخصية أو مصلحة « هذا الشكر لم يوجهه لأسماء معينة تنتمي لناديه أو لعلاقاته الشخصية وقد قدمه على بقية الرسائل لشموليته لعلمه اليقيني بأننا أبناء مجتمع واحد تربطنا روابط سامية وحين تأتي نوائب الدهر لا تفرقنا الميول، ثم عرج بالرسالة الثانية لرئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد وهي شافية وافية تخلص حجم العلاقة بين الرجلين وكيفية إدارة النادي التي ترتكز على قاعدة أن لكل شخص مهامه ومسؤولياته التي لا تتقاطع مع المسؤوليات الأخرى ولكل شخص الحرية في تنفيذ أدواره دون تدخلات ولكن وفق مراقبة عامة وإشراف تام وقد قال في رسالته التالي:»أخي العزيز الكبير الأمير عبدالرحمن بن مساعد كان لي شرف العمل تحت رئاستك وفخور جداً بتوجيهاتك وأنت الذي مهما كتبت فلن أوفيك حقك منحتني الثقة والصلاحية وكنت ولا زلت وفياً لكل من عمل أو يعمل معك، خمس سنوات قضيناها بشكل متواصل لم أجد منك إلا الخير بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى كبير وكبير جداً وكنت أتمنى أن أكمل معك كما وعدتك ولكن الظروف كانت أقوى من الوعد»، كأنني شعرت بحشرجة دمعة صادقة سقطت مع الحبر أو كانت هي المداد. ثالث الرسائل كانت مرسلة لجماهير الهلال فتمعنوا فيها جيدا « جمهور الهلال العزيز بشكل خاص كنتم خير معين وموجه لي طوال فترة عملي بهذا النادي الكبير، أعتذر منكم إن كنت قد خذلتكم في يوم من الأيام أو أخطأت ويعلم الله أنني لم أقصد الخطأ إن وقع وأرجو من الله أن يجعلكم فخورين بناديكم وفرحين دائماً بتحقيق البطولات والانتصارات «هنا يتوقف الكلام ولا مزيد. ثم وجه رسالتين للزملاء ومنسوبي النادي واحدة ولأعضاء الشرف الأخرى لكنني سأتوقف عند رسالته الأخيرة التالية:»الأخ العزيز محمد الحميداني أنت مكسب لهذا النادي وأنت على قدر المسؤولية بكل تأكيد وأتمنى لك التوفيق الدائم»، ولمن يرغب في معرفة سرّ زعامة الهلال وتميّزه الدائم فليقرأ الرسالة وما بين سطورها ففي الوقت الذي يحارب صناع قرار بعض الأندية الأخرى بعضهم بعضاً يحرض نائب الرئيس السلف على الإشادة بخلفه والشدّ من أزره وتمهيد سبل النجاح أمامه ولا أعتقد أن بعد هذا الرقي رقياً. عموماً كما بدأ الأمير نواف بن سعد رسائله الصادقة بذكر الله ختمها بقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، وباسمي وباسم منسوبي الساحة وأستأذنهم في ذلك أقول «شكرا يا أيها الأمير على رسائل القلب الصادق». الهاء الرابعة وين الغرابة في زمن ضحكته خوف لا شفت بعض الناس بايع ضميره والله ما اكذّب عيوني لو أشوف فاقد بصر ويقود فاقد بصيره