الغالبية يتذكرون الزوبعة الكبيرة التي أحدثها الإعلام الأصفر ومعه انساقت الدهماء من الجماهير المغرر بها بعد استبعاد سالم الدوسري من معسكر المنتخب لدواعي الإصابة بعد إجراء الكشف الطبي عليه من قبل الأجهزة المعنية، وقد تناسوا أن المنتخب كان يستعد للمشاركة في بطولة ودية " هامشية " بمعنى أن النجاح والفشل فيها لا يقدمان ولايؤخران، ولكنهم همشوا هذه المعلومة لإدانة اللاعب وناديه، بل " شطحوا " في التعامل مع الحادثة وجنحوا جنوحا عظيما وصل إلى تجريده من الوطنية والتخاذل دونها بل وبالكذب – أعاذنا الله وإياكم منه – وبتعاطي المنشطات دون أي دليل مادي غير آبهين بشيء ودون ضمير حيّ يحرك مابدواخلهم، لكن ولأن المكر السييء لايحيق إلا بأهله هاهي القصة تعود مرة أخرى وبسيناريو مختلف على النقيض تماما، فاللاعب الذي استبعد من المنتخب من فريق النصر وهو الحارس المميز عبد الله العنزي وسبب الاستبعاد إصابة في " الركبة " وما فوقها، هذه الحادثة كشفت عن عورات فكرية مليئة بالغلّ والتدليس ولمن يريد الحقيقة الدامغة بالتفصيل الرقمي، وهنا تأتي الأدلة الساطعة والبراهين الدامغة التي لاتقبل الشك والتخمين، فالأرقام لا تكذب ولاتتجمل وتفصيل الحادثتين يأتي كالتالي : “ سالم الدوسري تعرض لإصابة في مباراة فريقه أمام الاتفاق التي أقيمت في 30 / 8 / 2013 وتم استبعاده من معسكر المنتخب في اليوم التالي مباشرة أي في يوم 31 / 8 وشارك في أول مباراة لفريقه ضد الفيصلي في يوم 14 / 9 / 2013 والفارق بين تعرضه للإصابة والمشاركة مع فريقه 15 يوماً والفارق أيضا بين استبعاده عن المعسكر والمشاركة 14 يوما بالكمال والتمام، والآن سنوضح قضية عبد الله العنزي وبالأرقام أيضا، فاللاعب لم أعرف وقت إصابته، والذي أعرف أنه شارك في التدريبات مع المنتخب الوطني في يوم السبت 9 / 11 / 2013 بمعنى أن الإصابة إما أن كانت في الأحد 10 / 11 / 2013 وقرار الاستبعاد جاء في يوم الإثنين 11 / 11 / 2013 وأول لقاء سيلعبه فريقه سيكون لقاء الديربي بتاريخ 25 / 11 / 2013 والفترة بين إصابته والمباراة التالية 15 يوما وكذلك بين قرار الإبعاد والمباراة التالية 14 يوما بالكمال والتمام ولو شارك اللاعب في المباراة فإن حادثة سالم تعود بتطابق تام مع قناعتي الكاملة بأن الإصابات تختلف نوعيتها ودرجاتها، فمنها ما يحتاج للتشافي لأيام قليلة ومنها ما يحتاج لأشهر طويلة، ولكنني رغبت في التعامل مع ذات الفكر بذات المنطق" عموما لم أكن أتمنى أن تصل بنا الأمور لهذه الدرجة، فماحدث مع سالم ومع عبد الله يحدث كثيرا في ملاعب الكرة وهي حالات طبيعية لا تستوجب الدسائس والمؤامرة، وسبق لميسي أن وضع جبيرة وعكازين ثم شارك بعد عشرة أيام فقط، كما سبق لخالد الغامدي أن أبعد عن معسكر المنتخب بدواعي إصابة وبعد عشرة أيام شارك مع فريقه في مباراة رسمية ولعبها كاملة أيضا، ولا أعلم سرّ تضخيمهم لقضية سالم وقد انقلب السحر على الساحر وضاعت " علوم الخبير " وهم يرون بأعينهم قضية العنزي لكنهم لايملكون الجرأة في التشكيك نحوها وهم الآن في وضعية المغمى عليه من الغيظ. الهاء الرابعة ابتسم للناس تلقى الابتسامة وكل ماكشّرت تلقى لك مكشّر ابن آدم ما على وجهه علامة لكن الأخلاق تعطيك المؤشّر