من يبحث عن الحياد في ساحتنا الكروية هو أشبه بمن يبحث عن الماء في قطعان السراب، فهذا المزعوم رابع المستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي ولكن دعونا نبحث عن «المنطقية» في التعاطي والتفاعل ولو كان الحياد موجودا فلماذا صمتت الساحة بأسرها عن أخطاء الحكام في هذه الجولة ولماذا لم تؤجج قضية مفتعلة كما في الأسابيع الماضية وكل قضايا التأجيج تختص بفريق واحد والحياد يقول إن أخطاء الحكام وجدت في هذه الجولة كما في الجولات السابقة، فالنصر حرم من ضربتي جزاء أمام العروبة والهلال كذلك في لقاء الرائد حيث لم يحتسب له ضربة جزاء وبطاقة حمراء لمدافع الفريق المنافس، والاتحاد حسبت له ضربة جزاء وهمية أمام غريمه التقليدي وكذلك الحال في باقي المباريات وهي أخطاء مؤثرة حرمت النصر من نقطتين والهلال من ثلاث وكادت أن تعصف بالأهلي والمختلف فيها أن الساحة تجاهلتها وتعاملت معها بمنطق، وأنها جزء من كرة القدم، وسبب منطقية الساحة أن الهلال خسر والهلال ياسادة « معقل المجانين ومجنن العقال « ثم يخرج الحياد مرة أخرى ويصرخ بأعلى صوته كما أنكم أشغلتموا الساحة بلبس مدرب وعكاز لاعب ومقالة صحفي وهتافات مدرج مسيئة لماذا لا تشتغلوا بنفس القانون؟ فالجولة الأخيرة شهدت اتهام رئيس الأهلي للحكام بـ «تعمد « خسارة فريقه وهو اتهام خطير، ومارس فيها رئيس النصر تكرار الأخطاء بالنزول باللبس الرسمي للمعشب الأخضر مواصلا تحديه للأنظمة بعد أن عوقب عليها الموسم الماضي، ولم يتوقف هو وإدارة الاتحاد التي خرقت القوانين واتهمت القائمين على اتحاد كرة القدم لم تحاسب بعد وبالنسبة للإعلاميين وبعد أن مارستم كل أنواع الهجوم على كاتب لماذا تجاهلتم الإعلامي الذي حرض جماهير فريقه على ضرب حكم لم يحتسب ضربة جزاء وطالبهم بعدم مغادرة الملعب قبل ضرب الحكم والآخر الذي وصف الحكم الذي احتسب ضربة جزاء غير صحيحة على فريقه المفضل بغير النزيه وأولئك الذين حضروا اجتماع لجنة الحكام وتعاملوا مع الاجتماع كما تتعامل الجماهير المتعصبة في مجالسها الخاصة ونقاشاتها الحادة حتى رددوا «حرام عليك يا حكم». عموماً أنا مع تجاهل هذه الأحداث وعدم تضخيمها على أن يكون التجاهل لكل الحالات ولكن هم يريدون أن تثور الساحة وتغلي حين يتصدر الهلال وإذا تصدر فريقهم المفضل فيفضلون التزام الهدوء وحضور العقل والمنطق وهو حضور مؤقت، فمع أول منعطف لصدارة زرقاء ستعود نفس الأسطوانة السابقة وربما تخرج الأمور عن السيطرة في منتصف الدور الثاني إذا اقترب الزعيم من زعامته وهي فرصة سانحة للجميع لتذكر كلامي هذا وإن موعدكم الدور الثاني أليس الدور الثاني بقريب؟ الهاء الرابعة ماأعظمَ الحبَّ يغشى كلَّ غاشيةٍ وللمحبَّةِ تبقى صفحةُ العدَدِ قد يصنعُ الحبُّ من مُسْتسلمٍ أسداَ ويصنعُ الحبُّ إنساناَ من الأسدِ