كرة القدم رياضة تمارس في الملاعب وداخل إطار خطوطها وفق نظم وقوانين تكفل لجميع الممارسين حفظ الحقوق وفيها فروسية منافسة شريفة تتجلى فيها أخلاق الفرسان وقوة شكيمتهم وخروج المنافسة عن هذا الإطار تعني أن هناك خللا كبيرا أصاب المنظومة بل وتستوجب تدخل الجهات المعنية للقضاء على الجرثومة الخبيثة التي تنتشر في جسد المستديرة الصغيرة وتتهش في مفاصلها الحيوية لتخرجها عن إطارها الرسمي والحقيقي ولعل هذه الجرثومة وأعني بها ظاهرة سحب منافسة كرة القدم إلى خارج المستطيلات الخضراء هي السبب الرئيس في تدني مستوى كرة القدم السعودية وهبوطها الاضطراري الحاد نحو الهاوية فحين كان المنتخب الوطني والأندية الكبيرة تقارع كبار القارة كانت الساحة تتنافس حول الأفضلية داخل الميادين مع وجود بعض السقطات بين الفينة والأخرى لكنها سقطات لا تلبث أن ترحل إلى حيث حطت رحلها أم قشعم لكننا تغيرنا حين بدأت كرتنا في التراجع فتراجعنا وتصدر المنابر والمحابر والمكاتب من ليسوا أهلا لتصدرها بل إن العجيب أن بعض المتصدرين فاقدين للأهلية ومع ذلك تترك لهم المساحات والقرارات وإلا كيف يصبح صاحب منصب في أحد أهم الكيانات الرياضية من يسعى بجهل إلى زعزعة وحدة أبناء البلد بحثا عن مصلحة ذاتية ووفق مجال وؤية لا يتجاوز أرنبة أنفه ولإثبات أعراض الجرثومة لاحظوا أننا مازلنا في الأسبوع الرابع ومع ذلك أصبح التعاطي والتركيز والتفاعل مع الأحداث الضعيفة والسطحية التي تحدث خارج الملعب والبداية كانت بالهجوم على مدرب وطني نجاحه يعتبر نجاح لكل المدربين الوطنيين في ظل سنوات طويلة تخلو قائمة كل الأندية من وجود مدرب وطني والمصيبة أن الحملة الشرسة لم تكن في الأمور الفنية بل من أجل ( ملابسه ) ثم جاءت قضية القضايا ( التحكيم ) لدرجة أن بعض الفرق تصدر بيانا تتهم الحكم بخسارة فريقها رغم أنه خسر بالخمسة والغريب أنه بدلا من استنكار هذا الأمر والتقليل من شأنه نجد أن الساحة تقف بقضها وقضيضها مؤيدة لهذا الجنوح الفكري وتستمر المهزلة بافتعال قضية دخول النساء أو العوائل للملاعب وهي البيئة التي لم تحترم آدمية الذكور ثم تأتي قضية ( العكاز ) والتي جرد فيها المعني من الصدق ومن الوطنية ولم تكد تنتهي القضية حتى جاءت قضية أخطر وأعم وتتجاوز حدود الساحة الرياضية وتضرب في أطناب وحدة أبناء الوطن ولو أن المتعاطين مع قضية العنصرية استشعروا بخطورة تعاطيهم لتوقفوا فورا لكن لتعلموا أن كرة ( عمياء تمشط مجنونة ) الهاء الرابعة ألوم تقصير قلبك قبل تقصيري ما بعتك الا بعد ماشفت تقصيرك خذاك درب الغياب لواحدً غيري و ودتني دروب "حرماني" على غيرك