يدخل الهلال هذا المساء مسارا جديدا في تاريخه الناصع مع مسيرته المظفرة لكرة القدم السعودية بعد أن أثبت نفسه بـ " الثابت " والبقية متحركون وهو القاسم المشترك منذ فجر تاريخ المستديرة الخضراء الصغيرة ومع كل حقبة زمنية يخرج له منافس وما يلبث أن يتلاشى كما يتلاشى السراب في عين الظمآن بعد أن تنهك قواه في الركض فتخور قواه ويتراجع القهقرى ليأتي منافس جديد وهكذا دواليك تستمر العملية حتى تشكلت القاعدة الثابتة " الهلال زعيم والبقية له خصيم " وللدلالة على هذا الأمر تذكروا الماضي وتأملوا القادم ففي أي قضية له أو لأحد منسوبيه حتى ولو كان مشجعا تجد الجميع ضده بغض النظر هل موقفه سليم أو خاطيء والغريب أن مواقفهم لا تتغيّر حتى ولو كان خصمه من خارج حدود الوطن أو الوطن العربي هذا المسار الجديد الذي يدخل به الهلال هذا الموسم عامة وهذه الليلة خاصة يتمثل في إعادة العمل بالفكر الاحترافي الذي عرف عنه الهلال في أبرز ملامحه التاريخية ومع إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد تحديدا وكانت البداية بالقرار الجريء في التعاقد مع الأسطورة سامي الجابر مدربا للفريق لمدة ثلاثة مواسم وكانت عملية التعاقد منذ منتصف القسم الثاني من الموسم الفارط وخلال هذه الفترة تمكن الجابر من متابعة المجموعة بعين العاشق الفاحص الخبير ومن خلال الصلاحيات الكاملة التي منحت له استقطب جهازامساعدا ضخما من مدارس كروية أوربية مختلفة كل فرد من أفراد الجهاز متخصص في جانب محدد ويملك سجلا مميزا فجاء الإعداد وفق أحدث الطرق وباستخدام تقنيات تدخل الساحة الرياضية السعودية لأول مرة فنجح بهم في وضع آلية عمل ممنهجة كانت البداية بالبحث عن نواقص الفريق بالعناصر المحلية أو الأجنبية ولعل الظفر بالزلزال ناصر الشمراني قد شكل خارطة تعاقدات أجنبية مميزة ففي العمق الدفاعي كان الخيار الآسيوي في حين تمركز الثلاثي الآخر في منطقة المناورات توزعوا قطريا بدءا من منطقة الارتكاز إلى مساحة أكبر في تنظيم الألعاب والتحركات الدؤوبة وانتهاء بالمهمة الأصعب حين تمت استعادة " راجمة الصواريخ " في حين كانت بقية التعاقدات متوزعة على بقية الخطوط لتدعيم الصفوف وتقوية قائمة الاحتياط ولخلق صراع محمود على الخانات الأساسية مما سينعكس إيجابيا على الفريق كل هذه المعطيات قدمت فريقا جيدا في المباريات الإعدادية خصوصا في مراحله الأخيرة في انتظار أن يستمر العطاء في المباريات الرسمية التي ستكون أولاها هذا المساء ولن تكتمل الصورة إلا بحضور ومؤازرة الرقم الصعب وسر زعامة الهلال وتميزه ومصدر قوته الثابت طوال تاريخه الناصع والبدء من مدرجات الدرة بعد ساعات قليلة خصوصا وأن هناك أنباء تشير إلى أن الهلاليين سيقدمون مدربهم بذات الطريقة التي قدم بها " أزرق لندن " الداهية مورينهو الهاء الرابعة ومامن كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ماكتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه