كانت فرصة جلب المهاجم ناصر الشمراني بمثابة نافذة الحلم بالنسبة للمدرب الهلالي سامي الجابر، فهو المهاجم الوحيد محلياً الذي يجمع بالتساوي عناصر التفوق الكروي الثلاثة "القوة والسرعة والمهارة"، فهذه الأضلاع الثلاثة تشكل نظرية سامي التكاملية التي يريد تطبيقها في منهجيته مع الزعيم وهي ليست حكرا عليه، بل هي إن تواجدت وتناغمت وانصهرت في بوتقة واحدة أخرجت فريقاً مرعباً وبهكذا استطاع الألمان عبر "البايرن ودورتموند" سحق عملاقي أسبانيا في نصف نهائي أوروبا، فالأسبان يطغى عليهم الجانب المهاري وكان من المعلوم أن الجابر كان يخطط لتوزيع الرباعي الأجنبي على مفاصل الفريق ـ مدافع ومحور ارتكاز وصانع ألعاب ومهاجم ـ لكن فرصة التعاقد مع الزلزال جعلته على الفور ينتقل بتفكيره ثم بمفاوضاته للاكتمال الفنّي من خلال البحث عن لاعب منظم لخط الوسط وبناء الهجمات ودعم أصحاب المهمات الأمامية وصاحب حركة دؤوبة وانحصرت الخيارات بين هرماش ولاعب من تشيلي لكن مغالاة الفريق التشيلي وضعت عادل في المرتبة الأولى فهو يتفوق على بقية أقرانه في الفريق في نفس خانته ـ عطيف والفرج والعازمي ـ بالقوة في الجسد وفي التسديد، وللأسف أن هذه الخاصية غائبة عن جميع اللاعبين المحليين في كل الأندية إلا حين يلعب تيسير الجاسم في الأهلي والمنتخب في مركز المحور الأمامي وحتى يتسنى له توزيع العناصر الثلاثة على خط المنتصف بالتساوي فسالم والعابد لديهما السرعة ونيفيز والشلهوب وعزوز لديهم المهارة في صناعة اللعب وهرماش وكاستيلو والغنام والقرني لديهم القوة في الالتحامات وفي استخلاص الكرات وفي كل العناصر تتوفر بقية العناصر ولكن بنسب متفاوتة، فالعابد مثلا يعتبر لاعباً " نموذجياً"، فهو يجمع بين السرعة والمهارة وقوة التسديد والقدرة على الاختراقات سواء من العمق أو من الأطراف، إضافة إلى قدرته على صناعة اللعب وكذا الحال مع سالم الدوسري وهما حتى الآن يعتبران " طاقة مهدرة " لو استثمرت بالشكل اللائق سواء من الجهاز الفني أو من اللاعبين أنفسهما فإنهما سيشكلان قوة خارقة من الصعوبة إيقافهمها ولي في حديث نيفيز للزميلة (الرياض) مع الزميل حمد الصويلحي حين أشار إلى أنهما مع الشهراني لديهم القدرة على الاحتراف الأوروبي بل والتميّز هناك لكن المشكلة الحقيقية هل اللاعبان تحديدا يدركان هذه الحقيقة ويرغبان في تأكيدها على أرض الواقع والتأكيد هنا لا يأتي بالرغبة فقط بل بالعمل الدؤوب على ذلك من خلال برنامج انضباطي شامل داخل النادي وخارجه.
إن سامي في اختياراته قد وفق تماماً بناء على ما أراه شخصياً، فنموذجية القدرات وشموليتها متوفرة بقدر كاف لصناعة فريق متكامل ويبقى الجزء الأكبر تفعيل هذه القدرات بخطط فنية تتلاءم معها وبتفاعل أصحاب القدرات مع الخطة والتوجيهات وإن سقط هذا الجزء يبقى التفوق على الورق فقط وهذا ما يخشاه الهلاليون جميعاً.
الهاء الرابعة
أنا حبيس الصمت سجن الأحاسيس
ضاق الزمان ولا وسعني مكاني
والنور طعمه في عيون المحابيس
مرٍ مثل طعم الكـلام بلساني