مدخل : نحن في اليوم الثالث من أيام شهر رمضان المبارك بل وفي يوم الجمعة تحديدا وهي فرصة سانحة أن نبارك لكم الشهر الفضيل سائلين الله عز وجل أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال ويتجاوز عن سيئاتنا وفي هذا الشهر فرصة لتصفية النفوس وإعادة الحسابات من جديد في ساحتنا الرياضية وهي ساحة ترفيه وترويح عن النفس وتنفيس وليست من ضروريات الحياة أو من أمورها المصيرية ولو وضع أحد " كرة القدم " بأنها من هوامش الحياة فلن أقول له سوى لا تثريب عليه لذا لنجعل شعارنا الأول " كرة القدم لا تفرق العقلاء " باعتبار أن الساحة ساحة تنافس ونزاع والمثاليات في التنافس مثاليات فروسية بمعنى أن القوي ليس من الشجاعة أن يتنازل عن مجده أو يقلل من طموحه بالظفر بالمنجزات بل عليه المثابرة والاجتهاد والعمل بكل قوة لحصد المزيد وفق الطرق الشريفة النظيفة ... بوابة الدخول : في ساحتنا مسلمات غريبة وعجيبة فخسارة الفريق المفضل تجنح بالبعض إلى ما يسمى " المهرب النفسي " فيبحث عن سبب ومبرر ليضع عليه وزر الخسارة ويحمله تبعاتها فتارة يكون التحكيم وتارة المدربون وأخرى الإدارات ومعها اللاعبون وهكذا دواليك بل البعض يذهب بعيدا فيدخل في الذمم ويشكك في الضمائر ويدخل فكر المؤامرة حتى تنساق الدهماء وتصبح الأمور أكثر تعقيدا وعادة لا يلجأ لمثل هذه الأساليب إلا من يعاني ضعفا في القدرة على التحمل ولا يتقبل فكره الظاهر والباطن أن يؤمن بخسارة فريقه خصوصا إذا كانت الخسارة من أمام المنافسين الأشاوس إما لخوفه من الشماتة التي سيقابلها به الأصدقاء مباشرة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بل وحتى من خلال إطروحات صحفية من بعض الأسماء التي امتهنت الشماتة وابتليت بها زعما أن سكّان الساحة يطربون لسماع هذه الموشحات حتى وإن كان الصوت نشازا. محطة عبور : المجال التنافسي يجعل النفس البشرية متحفزة ومتوترة وقابلة للاستفزاز في أي لحظة خصوصا أثناء احتدام اللعب في المباريات وهذا أمر طبيعي ولا جدال عليه لكن غير الطبيعي أن البعض يبحث عما يستفزه سواء تصاريح أو كتابات أو تغريدات ثم ينجرف خلف رغبته الجامحة في الانتقام والرد على الاستفزاز رغم أن المستفز لا يعرف المستفز ولا يدرك حقيقة الوصول إليه ولو أننا أدركنا حقيقة " الرأي والرأي الآخر " لهانت الأمور ولاستكانت فما يستفزك إما أن تتجادل أو تتعاطى معه بالحسنى إذا كنت " شديدا " والشدة في التوجيه النبوي هي " مسك النفس عند الغضب " أو تجاهل الأمر أما البحث عن الانتقام بالشتم والتشويه والكذب أحيانا فهذه مشكلة يجب بترها والحل يبدأ من الشخص نفسه قبل الآخرين فإن كنت محاسبا فحاسب نفسك أولا. خاتمة : كل الأماني أن نبدأ سويا في تجنب كثير من منغصات الوسط الرياضي دون التخلي عن قواعد الإثارة والتشويق وأن يبدأ كل فرد بنفسه فينهاها عما يستفزها ولا ينجرف خلفها لتؤذي الآخرين ولعل في الشهر المبارك خير فرصة للمراجعة والمحاسبة. الهاء الرابعة ماني بناقص عتاب أحباب ومحاسب حاسبت نفسي بنفسي لا تحاسبني مرات أشوف الخطا صحيح ومناسب ومرات أشوف الصحيح ولا يناسبني