حينما انتقدت اتحاد كرة القدم السعودي في وقت سابق بعد القرارات الارتجالية والعشوائية والمتباينة والتي أضرت بعدالة المنافسة فخدمت فرقاً معينة على حساب فرق أخرى، وأطلقت على الاتحاد المنتخب الجديد « اتحاد عيد « صنف البعض ممن يجيدون وضع سبب لكل شيء فيبرعون في التأويل والتفسير والجنوح بالأشياء لمسببات واهية لا تمس صلب الحقيقة وهذه للأسف تفرد لساحتنا المتفردة بأن هذا الانتقاد مبني على هوى ميول أو تنفيذ لأجندة ولو أنني لا أثبت الأولى ولا أنفيها فنحن بشر تؤثر بنا عواطفنا، لكننا نملك القدرة على كبحها حين تشتهي الجنوح لكن الثانية براء منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، ورغم أن نهج الهاءات لم يتغيّر لا سابقاً ولا آنيا وبإذن الله تستمر على ذلك لاحقا فقد انتقدت « اتحاد سلطان « وواصلت المسيرة مع « اتحاد نواف « ولا يعنيها شخص من يقوم برئاسة الاتحاد بل النقد أساسا للعمل فقط وتظل المحبة والتقدير والاحترام للشخوص.
الآن الكل يشاهد بعينيه حجم الاختلافات الكبير حتى على مستوى الخطاب الإعلامي ومدى التناقض الكبير في الطرح وهذا يعطي مؤشرا خطيرا فإن كان الخطاب متناقضاً والتصاريح للمسؤولين متضاربة فكيف سيكون العمل بعد ذلك؟ وقبل أن أشرع في مزيد من التفصيل سأذكركم بما صرّح به الدكتور عبدالرزاق أبو داود ـ أقرب الناس لعيد والمشرف على ملفه الانتخابي أو بمعنى أدق هو من أوصله أو ساهم بوصوله لكرسي الاتحاد ـ حينما أشار إلى أن الاتحاد « مخترق ومتناقض في قراراته «.
هذا الحديث يأتي متزامناً مع ما نشاهده ونسمعه ونقرأه من تناقضات عجيبة ولنبدأ من الانتخابات الآسيوية فالاتحاد السعودي أطلق مرشحاً توافقياً لكنه ذهب مع السركال في نهاية الأمر وصوت الاتحاد ذهب للشيخ سلمان آل خليفة بعدها خرج المدلج في « في المرمى» وقال كلاما خطيرا ليصدر الاتحاد بيانا يبرر ثم بعدها صرّح عيد بأن الرئيس الآسيوي الجديد قال له إنه سيزور السعودية كأول بلد يزوره بعد فوزه وفي نفس الوقت قال السركال نفس الشيء لكن زيارته للإمارات تأجلت بسبب جدولة من سيقابله هناك ليستبدل الزيارة بالذهاب لجدة، وكان من الطبيعي أن يجتمع مع رئيس الاتحاد لكنه تقابل مع الرئيس العام لرعاية الشباب مع وجود عيد ولم يحضر الاجتماع أسماء شابة كان من المنطقي حضورها لتجهيزها مستقبلا ليعلن بعدها الرئيس العام عن عدم ترشح سعودي لانتخابات « 2015 « رغم أنه صرح بعكس ذلك قبلها بأيام قليلة.
وأخيرا وليس آخرا تصريح عيد في قضية السماح بدخول المرأة للملاعب الرياضية ثم تراجعه بعد ذلك بعد أن شاهد ردة الفعل الغاضبة من عموم المجتمع الرياضي قبل المجتمع الكبير ويرد القرار للجهات العليا وهو الذي تجرأ قبلها بالخوض فيه دون معرفة أو دراية بل ودون استشعار خطورة بعض التصاريح والمواقف.
الهاء الرابعة
رضيت بنصيبي وأحمد الله على المكتوب
توافيق وأرزاق المخاليق مكتوبة
تصبّرت فيما صابني والحياة دروب
مردّ الفرج عقب الصبر تعشب دروبه