حين دلفت للمبنى الفسيح حيث تقام فعاليات ورشة العمل التي تنظمها اللجنة الأولمبية السعودية بعنوان « الرياضة السعودية مستقبل وتطلعات « كانت السماء في الخارج تخاطب الأرض وتغسلها وتكشف لها بعضاً من قصور سكانها وأن بعضهم غير مؤهل للعيش فيها فهو يعمل لنفسه ويخون أمانة العمل التكافلي الجماعي ولوهلة انتابني شعور بالوقوف تحت المطر حتى ولو كلفني ذلك الظهور للملأ بملابس مبللة وفي هذا خرق عظيم لقواعد زماننا فالناس تقاس بما يلبسون وكيف يتكلمون فلم يعد للجوهر دور رئيس بعد أن هيمن عليه المظهر لكنني تشجعت ونفذت فكرتي الصغيرة دون أن يشعر بها أحد فالجميع مشغول بطريقة إدارة الورشة التي أبلغنا القائمون عليها بأنها ستكون تحت قاعدة « العصف الذهني « ومع التنظيم الجيد تمّ تشكيل جماعات تتكون من عدّة أفراد من مختلف قطاعات الدولة الخدمية تحديدا ومن مختلف شرائح الوسط الرياضي وكل جماعة تجلس على طاولة مستديرة تشبه إلى حد كبير طاولة المفاوضات السياسية ولكل فرد مشارك أعطيت كراسات الورشة بما تحملها من شروحات تفصيلية لطبيعة العمل المناط بالجميع ولكسر حاجز صمت كل جماعة فالغالب لا يعرفون بعضهم والإنسان بطبعه يخشى المجهول استهلوا الورشة بلعبة جماعية تعتمد على الذكاء الفطري والقدرة على التصوّر وهي لعبة جماعية تعتمد على العمل اليدوي والتفكير وبعد كسر حاجز الصمت تم الشرح التفصيلي من القائمين على التنظيم بكيفية تنفيذ الورشة والتي اعتمدت على ثلاثة محاور رئيسة وتحت كل محور نقاطاً متعددة وتبدأ كل جماعة بالتفكير المسموع مناقشة لكل جزئية وحين تنتهي من مناقشاتها تبدأ في صياغته مكتوبا في كراسة تسلم فيما بعد للجهة المنظمة، وحين تنتهي مرحلة الصياغة تكون الجماعة قد اختارت متحدثا لها يقوم بشرح تفصيلي للموضوع محور النقاش وقد شرفتني جماعتي بجعلي متحدثاً عنها وهي تضم اثنين من مجلس الشورى ومثلهما إعلاميين ومدرب وطني وشخص سادس يمتاز بالذكاء الفطري وهكذا دارت بقية النقاشات في كل المحاور الرئيسية والفرعية يساعدها في السير دقة التنظيم وسلاسته وتفاعل الخبراء وحماسهم رغم أن كثيرا منهم تجاوز العقدين الخامس والسادس من أعمارهم ومدة الورشة طويلة لكنها مرت سريعة لم نشعر معها بمرور الوقت. خلاصة الأمر أن هذه الورشة خطوة جيّدة في سبيل تطوير الرياضة السعودية لكنها خطوة أولية لا تعني شيئا في حال لم تعقبها خطوات تنفيذية جادة ومستمرة على أن يتم تجاوز أهم معوقات التطوّر بل ولا بد من وجود عنصرين هامين عدم وجودهما يعني أن التطوّر الرياضي حلم يستحيل تحقيقه ألا وهما « الفكر والمال». عموما كان لصاحبكم مقترح في هذا الجانب طرحته على هامش النقاشات وسأطرحه لكم بإذن الله بشيء من التفصيل في هاءات قادمة.
الهاء الرابعة شوفني ساكت ومستغرب الصمّت
وأنت إتحرّاني أجي وأتكلم
آسف وش واللي باخذه لو تكلمّت؟
وأنت السلام إن جيتني ما تسلّم