مساء أمس الأول أسدل الستار على البطولة المحلية الأقوى والأطول بحدث تاريخي، بعد أن توّج الفتح بعد خامس موسم له مع الكبار بلقب الدوري، في حين أن بعض الفرق ممن لم تضع اسمها مع سداسي أبطال الدوري في تاريخ الكرة السعودية وبعض ونصف نصف " الدرزن " مازالوا يمارسون الركض على غير هدى في ظل السياسة الإدارية الخاطئة المبنية على " التقليد والمحاكاة "، حتى جاءت إدارة المهندس العفالق ووضعتهم في " زاوية ضيقة "، فبميزانية لم تتجاوز الخمسة وعشرين مليون ريال نجحت في تكوين فرقة رعب عنوانها الرئيس اللحمة الواحدة والاستقرار، فظهر الفريق كتلة واحدة تسير حسب اتجاه الذهب أماماً لغزو شباك المنافسين وخلفاً للذود عن حمى شباكهم، بل إن هذه الفرقة أبرزت نموذجا في كيفية تنفيذ الهجمة المرتدة وضرب المنافس على حين غرّة، في مقابل أن الفرق الكبيرة الأخرى تجاوزت ميزانياتها " المئة مليون ريال " كأقل فريق منهم ميزانية، وهذا يعطي مؤشرا خطيرا يوحي بظاهرة " الهدر المالي " وبإمكان أصغر مشجع أن يكتشف الفرق، فالفرق التي عدّلت وبدلت في أجهزتها الفنية وفي عناصرها الأجنبية وأنهت الموسم باختلاف كبير عن بدايته هي التي مارست " العبث الإداري " ولو أن القيمين عليها درسوا أمور فرقهم جيّدا وأعطوا الخبز لخبازه فالقرار الفني مصدره المدربين والمستشارين الفنيين، ولابد من فترة زمنية تفصل بين الاختيار والتنفيذ ليتسنى المتابعة الدقيقة ودراسة وضع اللاعبين فنيا ونفسيا واجتماعيا لضمان تألق اللاعب وتأقلمه، وكذلك الأمر مع الأجهزة الفنية بدلا من الطرق التقليدية المتبعة حاليا والتي تعتمد على التسويف حتى اللحظات الأخيرة، فتتم العملية أشبه بشراء البطيخ على حسب الحظ، فربما تخرج حمراء لذيذة تسر الآكلين وربما تأتي بيضاء غير صالحة للاستخدام الآدمي، والغريب أنها في الغالب تأتي بيضاء، فتتم بعدها عملية الضغوطات المستمرة إعلاميا وجماهيريا، وأحيانا قبل أن يحظى القادمون بالوقت الكافي للعمل، ليذهب القادمون إلى صالات المغادرة ومعهم الأموال الطائلة، وتبدأ عملية تعاقدات جديدة من الجيّد أن تستمر لباقي الموسم، وفي الصيف تبدأ عملية بحث جديدة، وكل ذلك مضيعة للوقت والجهد وهدر للأموال وخسائر فنية ليس لها حصر بالذات على صعيد اللاعبين، وفوائد جمّة للقادمين المغادرين وللسماسرة والوسطاء، ولعل في هذا الدرس القاسي للجميع فائدة في مستقبل المنافسات، فالعمل الجيّد يبدأ من الخطوات الأولى حيث الاختيار المدروس المقنن وفي وضع فترات زمنية للتقييم والدراسة وتنفيذ الأهداف أولا بأول، لأن البقاء على الوضع الراهن يعني أنهم " علّم في المتبلّم يصبح ناسي" الهاء الرابعة لا تحمدن امرأ حتى تجربه ولاتذمنه من غير تجريب فحمدك المرء مالم تبله سرف وذمك المرء بعد الحمد تكذيب