مازلت محتارا في كيفية تعاطينا مع الأحداث المتلاحقة في ساحتنا الغرّاء، وكيف أننا نصنع من الأحداث أحداثا أخرى ونستمر في تضخيمها وتحويلها لكارثة حقيقية، ولانتوقف عن عملية « التسمين الكيميائي « حتى تأتي قضية أخرى فنصرف النظر عن الأولى دون علاج ونذهب للأخرى ركضا ومشيا وحبواً، والغريب أنه في حال تكرار حالة أخرى نواصل نفس طريقة التعاطي دون زيادة أو نقصان مع أن البعض يغيّر بوصلة رأيه من الشمال إلى الجنوب بمجرد تغيير ألوان القضية بين فريق مفضّل أو خلافه. بالأمس جعلنا من قضية مفاوضات الهلال للمدافع الاتحادي أسامة المولد « جريمة « لاتغتفر الجناة فيها الطرفان مع أن القضية باختصار تمثلت بوسيط قريب من الإدارة الاتحادية (الدكتور مدني رحيمي) أشار إلى مفاوض هلالي(عادل البطي) بالتعاقد مع اللاعب الصلب بحكم العلاقة الوطيدة التي تجمع بين الرجلين، وقام الأول بالحديث مع الإدارة الاتحادية فوافقت على الجلوس على طاولة التفاوض وحضر المندوب الهلالي لمقر العميد والتقى برئيس النادي ونائبه وعضوين من مجلس الإدارة، واشترطت الإدارة الاتحادية موافقة اللاعب المعني، واتصل به نائب الرئيس وقال بأنه رفض الفكرة – لدي معلومات شبه مؤكدة أن اللاعب أبدى موافقة مبدئية، وإن فشل الصفقة يعود لقضية مخالصة الأسطورة الاتحادية محمد نور فخشيت الإدارة من غضب جماهيري آخر وهذه المرة لن يكون عذر الضائقة المالية مقنعا للجماهير الغاضبة. القضية باختصار منطقية في أغلب تفاصيلها، فناد يبحث عن التخلّص من الديون الهائلة التي تحاصره وتهدده بمزيد من السقوط ويرغب بالإحلال العناصري واستغلال الأسماء المشهورة ببيع عقودها، خصوصا أن اللاعب المعني يعاني من موسمين من غياب كبير عن المباريات بدواع مختلفة وفرص الاستفادة منه ضعيفة، وناد آخر وصلته دعوة غير مباشرة فطرق الأبواب وذهب للتفاوض مباشرة من الإدارة المعنية ولم يبحث عن الطرق الملتوية لتخريب اللاعب على ناديه أو لمفاوضته دون علم الإدارة.. فأين المشكلة إذاً؟ نحن باختصار نعشق تعقيد الأمور وإحاطتها بسيناريوهات درامية تشبه أفلام « الأكشن « حتى يظهر بطل خارق تمجده أطراف وتقدحه أطراف أخرى وكل يغنى على ليلاه فننحرف عن المسار المنطقي ونسلك الطرق الضيقة المظلمة البائسة. الهاء الرابعة على بالي وش اللي جابك الليله أنا الليله ذكرتك رغم نسياني عبَر وجهك وأنا ناسي تفاصيله مثل مطلع لحن تايه عن لساني