كنت معجبا بنص " الأخوين رحباني " الذي تحدثا فيه عن " الأسامي " خصوصا المقطع الذي يقول " عينينا هنّي أسامينا " فقد ثبت أن للعيون بصمة خاصة لاتتشابه مع أي بصمة لعين أخرى، بل لن أستعجب لو ظهرت دراسة تفيد أن العيون متفرّدة ولايمكن أن تتطابق عينا أي شخص في الكون بعينيّ شخص آخر، لذا وحتى لاتحدث نزاعات عند بني البشر المغرمون بالنزاعات وسلب حقوق الآخرين حتى في الأسماء تمنيت لو تعمد وزارات أو إدارات الأحوال المدنية بمختلف دول العالم مع اختلاف مسمياتها باعتماد " العين " كمسمى للإنسان من خلال وصف تفردها ووضعه اسما عليه، وبذلك يصبح لكل إنسان اسم خاص به لا يستطيع أحد الاستيلاء عليه، فقد أفرزت لنا ساحتنا الرياضية ظاهرة خطيرة تتمثل في سطو البعض على ألقاب أندية معينة وعلى أسمائها، فالأهلي كان يلقب بالقلعة وهناك ناد بهذا الاسم، والاتحاد يتسمى بالعميد وهناك ناد أيضا باسم العميد، ويتميّز الأهلي في هذه الحقبة تحديدا وبعد ظهور مايسمى ب " الذات العام " بالرغبة الجامحة في السطو على ألقاب الأندية الأخرى وكأنه جائع طال جوعه حتى شارف على الهلاك وفجأة ودون مقدمات وجد " وجبة فاخرة " فيها ما لذّ وطاب من الطعام ولكن يلزم الحصول عليها أو على بعضها بذل الجهد والعمل، لكنّ هذا الجائع يريد أن يسيطر على كل شيء دون أن يفعل أي شيء، وها هم يشيدون " صالة اجتماعات ويطلقون عليها " صالة الملكي " ولا أعلم هل فتح الهلال فرعا له في جدة واستأجر جزءاً من مبنى الأهلي بحكم العلاقة التاريخية التي تجمع الفريقين العريقين، فقد سبق أن ترأس مؤسس الهلال الأهلي لسنوات نجح فيها في تطويره ودعمه بالجهد والمال، ومصدر استغرابي يكمن في أن الهلال هو " الملكي " ويمتلك الفريق وثيقة تاريخية تثبت أن من تسميته بالهلال جاءت بأمر ملكي من الملك سعود – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته – بل والغريب أن بعض الأهلاويين جنحوا بعيدا ورغبوا في الاستيلاء على لقب " الزعيم " أيضا ويبحثون عن مبررات ضعيفة كما في لقب " الملكي " ويلوون عنق الحقيقة حتى وإن كسرت الرقبة وماتت صاحبتها يصرون على هذه المبررات، وما علينا سوى السمع والطاعة حتى ولو رغبوا بأخذ شيئا من أسمائنا. الهاء الرابعة ألقيتُ في سمعِ الحبيبِ كُليمةً جَرحتْ عواطفهُ فما أقساني قَطعَ الحديثَ وراح يمسحُ جفنهُ فوددتُ لو أُجزى بقطع لساني