في عام 204 قبل الميلاد، تم الانتهاء من إنشاء سور الصين العظيم، وهو سور يمتد على الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين من تشنهوانغتاوعلى خليج بحر بوهاي (البحر الأصفر) في الشرق إلى منطقة غاوتاي في مقاطعة غانسو في الغرب، وتم بناء سور آخر إلى الجنوب، امتد من منطقة بكين إلى هاندن ويبلغ طوله حوالي 6700 كم، والهدف من بنائه حماية الصين من هجمات الأعداء، ومن يستطع تجاوز هذا السور فإنه يدخل إلى بوابة مجد ويكسب مغانم كبيرة وكثيرة. في عام 1984م استطاع المنتخب السعودي لكرة القدم تجاوز هذا السور بهدفين للمبدعين شايع النفيسة وماجد عبد الله، والأخير " كسّر طقم الصين كلّه "، ليدخل بعدها المنتخب الوطني بوابة تاريخية معنية بالذهب والإنجازات التي تلاحقت وتواترت بفضل الله ثم بعمل إداري منظم وصارم، وبنجوم في الملعب وليس خارجه يحترقون من أجل شعار الوطن ويحرثون ملاعب القارة شرقا وغربا حتى أذعنت لهم أكبر قارات الأرض، فأصبحوا بعرقهم أسيادها وملوكها المتوجين. في هذا اليوم من عام 2013م يخوض المنتخب السعودي واحدة من أهم مبارياته في مرحلته الجديدة، بعد أن ساهمنا جميعا في تراجعه الكبير من خلال أعمال إدارية متناقضة وغير مرتبة، ولاعبين مهرة يفتقدون للدافع والرغبة في العطاء، وساحة رياضية اهتمت بسفاسف الأمور وتركت نفسها، فأصبح منتخبا أشبه بجدار طيني آيل للسقوط. اليوم واليوم فقط نحن أمام تحد كبير لتجاوز سور الصين العظيم من جديد، وبدء مرحلة جديدة ملامحها النهضة والارتقاء بعد أن بدأنا ولو على استحياء إعادة صياغة فكرنا من جديد، فكرة القدم تجمع ولاتفرق، ومنتخبنا لنا جميعا واجبنا الوقوف معه والذود عن حياضه والالتفاف حوله كما السوار على المعصم والعصبة حول كبيرها. في هذا اليوم ملامح التجديد بدأت مع الجهاز الأسباني الجديد في أول مصافحة تطبيقية فنيا وعلى أرض الواقع الفني وبجهاز إداري جديد متفق على كفاءته العالية ومهنيته الكبيرة وبدعم لوجستي ننتظر بإذن الله بشائره الأولية هذا المساء حين يكتظ الملعب بالقلوب العاشقة والسواعد الأبية والحناجر الهاتفة والمؤازرة، فإما أن نتجاوز سور الصين العظيم أو نكتفي بجلد الذات، وعلى طريقة الممثل الفكاهي محمد هنيدي " فول الصين العظيم ".