تعمدت ألا أكتب عن المنتخب الوطني ومباراة الحلم ضد المنتخب الأرجنتيني العريق وصاحب التصنيف العالمي المتقدم لا قبل اللقاء ولا أثناء الوصول وما حدث فيه من أمور " تفشل" ولا حتى بعده مباشرة وفضلت التأني حتى تتضح الصورة والتي ظهرت كما يسطع النور في الأجواء المظلمة بعد ربع ساعة فقط من سير المباراة فغردت بأن لاعبينا أعادوا الدماء إلى عروقي بمشاهدة منتخب يقارع المنتخبات الكبيرة حتى لو يخسر النتيجة لكن الأهم ألا يخسر الثقة في القدرات وشرف النزال المبني عليها. أعلم أن مخرجات المباراة مبهجة حدّ الاطمئنان على مستقبل الكرة في بلادي الحبيبة التي يرتع حبها في قلبي رغم جشع "ساهر" واستفزاز "حافز " وفشل "جدارة " واختفاء " نزاهة " بل إن تأثير ذلك سيصل إلى تصنيف (فيفا) والذي أتوقع أن يقفز مراكز متقدمة فالفائدة كبيرة لعل من أبرزها الثقة الكبيرة التي اكتسبها اللاعبون أنفسهم بأنفسهم أولاً ثم بفكر الجهاز الفنّي الذي يديرهم منذ أكثر من عام وقد جاء ذلك على لسان قائد المنتخب ذاته حين صرّح بها لوسائل الإعلام، والجميل أن ينجح اللاعبون في كسب إعجاب الجماهير التي حضرت لتشاهد "ميسي" على الطبيعة وترى بأعينها فنون الإمتاع حتى الإشباع لكن بالإصرار والثقة بالنفس وجدت ما يشبع نهمها عند العابد والمولد والفرج والحربي وبصاص ومعتز والبقية الباقية، ولعلها تكون لقطة للتاريخ تلك التي خرج فيها وليد عبد الله بكل شجاعة للتصدي لانفرادة " أعجوبة الأرض" ومنع هدف محقق من زيارة شباكه، ولعلي هنا أعلق على لقطتين الأولى حين انفرد ناصر بالمرمى بعد هجمة غاية في الإتقان بين الثلاثي العابد والفرج ثم المولد لتصل لناصر والذي سدد بقدمه اليسرى الضعيفة بباطن القدم وهذا يدلنا على نواقص لاعبينا فهم لا يحاولون سدّ نواقصهم، فضعف القدم قد يعالج بتمارين التقوية المنفردة، ثم النقص الآخر في طريقة التسديد فالوضع كان يستدعي التسديد بخارج القدم حتى يكون هناك شبه انحرافة تبعد الكرة عن الحارس وتقربها من الشباك، واللقطة الثانية كانت للعابد في الشوط الثاني حين سدد من زاوية الصندوق بعد عمل مهاري رائع لكنه أيضا سدد بداخل القدم رغم أن التسديد بهذه الطريقة يساهم في ابتعاد الكرة عن المرمى وهاتان اللقطتان تثبتان أن لاعبينا لا يرغبون في تطوير مهاراتهم، ثم إنهم لا يمتلكون روح المغامرة في التجديد وستظل النقطة الأبرز من وجهة نظري في طريقة لعب منتخب " التانجو " والذي سمح للاعبينا بالحرية في التحرك واللعب دون ضغوط وهذه الطريقة تسمح لأي فريقين بالعالم بالتقارب في المستوى والفارق في طريقة اللعب الضاغط التي جعلت من برشلونة فريق استثنائي، ومكنت أولسان من الفوز ببطولة الدوري الآسيوي، وأعطت للعمالقة صفة العملقة وأبقت الصغار في صغرهم فهي صعبة جدا تحتاج لأدوار مزدوجة وجهد مضاعف ولياقة عالية وسرعة في التنقّل وتركيز دائم وتناغم بين المجموعة في التنفيذ. الهاء الرابعة اسقنـي من وصالك غيمتين لين تروى عروقي من ظماك وإن نبت في فؤادي ريشتين طرت به في هبايبك وسماك