يبدو أن سكان ساحتنا أصبحوا "حالمين" وهذه المفردة بنفس معنى "الرومانسية" لكن الأخيرة غير عربية، فوجدت في لغتنا الأم ما يغني وهذه الصفة الجميلة طرأت فجأة عقب أن ظهرت الجينات الوراثية للسكان على حقيقتها، والتي تشير إلى عقد نفسية مترسخة في أعماق الفكر الباطن لتظهر على السلوك بتصرفات انفعالية متأزمة مغلفة بشعور خوف عظيم سببه الرئيس "الفوبيا الزرقاء" وحتى تتضح ملامح الرومانسية الجديدة دققوا في كيفية التعامل مع خسارة الأهلي لنهائي آسيا، وهل وصلت درجتها لربع ما نال الهلال بعد الخروج من ذات البطولة، بل ومن ذات الفريق حتى أنهم ألبسوا لقطبي الغربية رداء حمل كرامة الكرة السعودية وجعلوا منهما أبطالاً متوجين بعد خروج الهلال، لتأتي الحقائق الدامغة التي تثبت أنهم مجدوا الفريقين للشماتة بالزعيم العالمي وعلى طريقة "إياك أعني واسمعي يا جارة" والآن أين ذهبت معلقات الثناء بعد أن تساوت الأندية في الفشل والإخفاق وبمراجعة بسيطة لأطروحاتهم وبرامجهم بعد خروج الهلال وفوز الاتحاد والأهلي ستكتشفون العجب العجاب. ثم ولتبيين صفة الرومانسية تأملوا كيف تجاهلوا "المصائب العظمى" التي حدثت بعد مباراة "جدّة السحاب" وكيف تغاضت الساحة عن حالات الخروج عن النص ليشارك ثلاثي الاتحاد الهزازي والمولد والعسيري بعد أيام قلائل في مباراة نجران، وكأن شيئاً لم يكن، بل إن إدارة الاتحاد مشكورة كرمت أسامة بطريقتها فأعطته شارة القيادة وهو الذي اغتال الروح الرياضية وقتلها مع سبق الإصرار والترصد ولضمان مزيد من أجواء الرومانسية لم يناقشوا لماذا اختفت اللقطات التلفزيونية "مباشرة"؟.. وهل لو كانت من لاعب هلالي ستجد هذا التجاهل؟.. وكيف تسربت بعد ذلك؟.. بل إنهم لم يناقشوا "البيان الإدانة" الذي اعترفت فيه الإدارة الاتحادية بوجود ديون سابقة تقدر بأكثر من خمسين مليون ريال، وذلك لأن الاعتراف سيقودنا لسؤال بريء كيف استطاع الاتحاد تسجيل لاعبيه المحترفين رغم وجود هذه الديون الثقيلة؟.. وهو الذي أعطي استثناء "فضيحة" وتجاوزت عنه اللجان حتى في سلب حقوق الأندية الأخرى بقضية "شيك الفتح". ولضمان المزيد من الهدوء لم يتعاطوا مع رفض أحمد عباس لإجراء الكشف الروتيني عن المنشطات ثم رجوعه بعد ساعة من الزمن ومرت الحادثة مرور الكرام، رغم أن فيها إدانة له تثبت عليه التعاطي، وحتى العذر البليد المساق للتبرئة يصلح للتندر والضحك ولا ينفع أن يكون مبرراً بمعنى حين تسمعه "اضحك"، ولكن دون قهقهة فالجماعة لا يرغبون بالإزعاج، وقد علقوا على أبواب الساحة عبارة "الرجاء عدم الإزعاج"، ليتسنى لهم الاستغراق في النوم العميق حتى لا يفتحوا أعينهم لمشاهدة الحقائق، فجميع حواسهم لا تشتغل إلا ضد الهلال فقط. الهاء الرابعة الهقوه اللي تعدت ناطحات السحاب على متون السحاب اول محطاتها الله يجمل مسيرتها ذهاب و إياب حتى تروم الكواكب في مجراتها