|


فهد الروقي
الأهلي بصّاص
2012-11-11

الهاءات محتارة بين طريقين أيهما تسير فيه وهل تنطلق مع الساحة وأهلها بالتنظير أولاً وبالشماتة ثانياً عند كل سقوط لكرة الوطن أو أحد ممثليها بلغة سوداء بغيضة ومستفزة كما حدث حين خرج الهلال من ربع النهائي حين أقيمت الأفراح والليالي الملاح ثم استمرت ولكن بصورة أقل حين خرج الاتحاد من نصف النهائي والآن أتوقع أن يحدث ذلك مع الأهلي، ولقد سبق وأن أشرت إلى ذلك في مقالات سابقة ولن نتطوّر وتتطوّر كرتنا إلا بتطوّرنا السلوكي فالشماتة ضعف، والضعف لا يمكن أن يصنع قوة.. أو أنها تركن للمنطق وتتناول ما حدث داخل الملعب فقط وللأسف الشديد أن ما حدث في لقاء الأهلي وأولسان على نهائي دوري المحترفين الآسيوي، فالفروقات واضحة وكبيرة على كافة الأصعدة المهارية والجسدية وحتى النفسية والذهنية، فالفريق الكوري من لقاء "الملز" كان منظماً ومرتباً ومركزاً تركيزاً عجيباً ودقيقاً، فهو في كل أجزاء الملعب متواجد وفي جميع دقائق المباراة مركز، فهو متقدم بأربعة أهداف ويلزم الزعيم تسجيل ستة أهداف ويبقى من الوقت خمس دقائق ومع استحالة تحقيق ذلك كان الكوريون مركزين ولم يخرج لاعب واحد يستعرض بالكرة أو يتعمد تأخير اللعب أو يخرج كرة عشوائية فانعدمت الأخطاء، وهذه الخصائص لم يلتفت إليها أحد وتفرغت ساحتنا "الموقرة" للشماتة بالهلال حتى من بعض الأهلاويين والاتحاديين الذين يعنيهم بدرجة كبيرة معرفتها ليسهل عليهم تجاوز الخصم العنيد المتوقع مقابلته في النهائي. في ظهيرة الأمس كانت الفروقات الفنية واضحة، فالفريق الكوري يجبر كل المنافسين على اللعب بطريقته من خلال الخطة الفنية المحكمة واللعب بطريقة الضغط المستمر في كل أجزاء الملعب وفي أغلب دقائق المباراة، هذا عدا القوة الجسدية في الالتحامات مما يمكنهم من السيطرة والاستحواذ في المواقف الثنائية وفي الكرات العالية مما أوقع لاعبي الأهلي في حرج كبير وانتهت المباراة دون أن يستطيع أحد منهم تقديم مستواه الطبيعي عدا الشاب مصطفى بصاص فقط، والغريب أن الأسماء الخضراء ذات التأثير الأقوى لم تستطع الخروج من الكماشة الكورية فضاعت الآمال الراقية وذهب اللقب لمن يستحق ولا عزاء لمجموعة الشماتة المحلية وكل شماتة وكل الوطن تنتظر سقوط جديد لتمارس هوايتها المحببة. الهاء الرابعة الجو مغري والهوا ينعش الروح والغيم في كبد السماء صار لوحة يبري خفوق اللي من الوقت مجروح ويزيل همّ اللي تزايد جروحه