كنت أعلم علم اليقين بأن تداعيات مباراة "جدّة السحاب" ستستمر طويلا، فالفائز سيصبح بطل الأبطال والخاسر سيعاني طويلا وسيوسم بالفشل رغم أنه قبل اللقاء كان مرشحا لتحقيق اللقب لكن ساحتنا لا تعترف بأصول كرة القدم ولا تصنف إلا الفوز فقط وغيره للحضيض وكنت أتوقع حدوث خروج عن النص بعد أن مارسنا كل أنواع " النفخ " للجمر الأحمر الكامن تحت الرماد وحتى نطبّق قاعدة " التصوّر الشامل " النقدية يجب أن نبدأ قبل الحدث حيث بوادر الخلافات قائمة بإثارة قضايا جانبية بدأت من قضية " التأجيل " الدورية وما صاحبها من نقاشات وتصاريح خرجت في بعض الأحيان عن جادة الصواب وحين خفت جاءت الشرارة الثانية بـ" تش تش " التي سالت معها بعض الدماء وحين اقتربت ساعة الصفر من اللقاء الآسيوي بدأت قضية " التقسيم " التي اخترعناها وبعد شدّ وجذب تم التوّصل إلى حلّ مؤقت ومع أن هناك تدخلات قيّمة من بعض عقلاء الناديين إلا أنّ مثل هذه الأحداث يغلب عليها طابع الفوضى، وفي الفوضى تغيب الحكمة ويصبح الجميع في قفص الاتهام ومن أخرج الجمر من تحت الرماد هو " إبراهيم هزازي " حتى وإن برر خروجه فالموقف يتطلب الهدوء وساحة الملعب حبلى بسقطات الألسن ومجتمع اللاعبين ساحة مليئة بالسباب والشتم والقدرة على ضبط النفس سمة لابد أن تتوفر في كل اللاعبين خصوصا وأنهم يتدربون عليها من الفئات السنيّة وهذا لا يمنع أن منصور الحربي شاركه المسؤولية فالفرح والانتصار والشعور بالنشوة يجب أن يكون لها دور مؤثر في تجاوز الركل الذي تعرّض له على اعتبار أن حدوث الانفلات مضرّ بالأهلي تحديدا حتى أن تدخل طارق كيال ـ أحسبه والله حسيبه من أصحاب العقول الراجحة والحكمة في التصرف ـ غير مبرر بذات الطريقة التي توحي بشيء قد لا يكون صحيحا لكنها تحتمله والأكثر أسفاً من أحداث الخروج عن النص ردود فعل الإدارتين فالاتحادية أصدرت " بيان آخر الليل " والذي صوّرت فيه هزازي بأنه ضحية وتجاهلت كل ما عمل بل إنها بذلك تساعده وتساعد غيره على تكرار ذلك وحتى لا أكون مجحفا بحقها فإن للساحة دور في ترسيخ هذا المفهوم فلو أنهم استنكروا ماحدث معه لأصبح دليلا ضدهم " يعيرون به " سنوات طويلة فالساحة برمتها لا تقبل الشفافية والمثالية حتى وإن نادت بها. عموما ما حدث هو واقع نحن فرضناه بالتمهيد ثم التأجيج قبل " المهاوشة " ثم بالتبرير ورمي التهم على الآخرين بعدها والمبالغة في تصوير الأمر خطأ والتقليل منه خطأ أخطر وللمعلومة مفردة " هوشة " فصيحة وتعني الفتنة والاضطراب والاختلاط ونحن نستخدمها لمفهوم " العراك " لكنني لم أقصده بل قصدت المعنى الفصيح. الهاء الرابعة في غلطة الصاحب تجوز المعاذير نشيلها ونحطها في كفنها تروح بأطراف الهوا والمعاصير جرة مطر جاها العجاج و دفنها