لم يكن بمقدور رئيس الهلال أن يقول أكثر مما قال في خطابه المكتوب والموّجه لجماهير فريقه العاشقة والغاضبة والمحطمة – على المقيمين خارجها المغادرة فورا وما أكثرهم ووجودهم يذكّرني ببعض الوجوه الغريبة في قصور الأفراح لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء يرغبون في تناول وجبة طعام مجانية رغم أنهم ليسوا من أهل الحاجة ولكنها الفاقة والبخل والتطفّل – فقد كان الخطاب هادئا منمقا في عباراته المنتقاة بعناية وكأنه كتب في لحظة شاعرية ورغم أن البعض لم يعجبه الخطاب ولا لغته الهادئة إلا أنني أرى عكس ذلك فالغضب في مثل هذه اللحظات جالب للحسرة والندامة حين اتخاذ أي قرار وعادة ما تكون قرارات ردة الفعل سيئة وغير مبنية على أسس سليمة ولم ينه المصطفى صلى الله عليه وسلم عن "الغضب" ويحذر منه إلا لخطورته العظيمة بل إنه يصبح اشد فتكا بالعقل من "المخدر" فهما يشتركان في إغلاق منافذ العقل وسدّ كل طرق التفكير السليم وهذا لا يعني استنكاري للغضب الجماهيري الأزرق بل إنني أراه طبيعيا وحالة تنتاب أي عاشق يرى سقوط معشوقه أمام ناظريه بكامل قواه ودون أن يكون هناك عذر منطقي يستوجب السقوط لكن الغضب مرتبط بوقت ثم يبدأ في التلاشي فإن تجاوز حدّه الطبيعي تحوّل لمعول هدم يضر ولا ينفع وخلال هذه الفترة لا يمكن لأحد أن يحدث تغييرا جذريا ففترة التسجيل باق عليها من الزمن فترة ليست بالقصيرة وإقالة المدرب " مشكلة أخرى " وليست حلاّ وابتعاد الإدارة في هذا التوقيت هدم للاستقرار ودخول في نفق البحث عن الهدوء وسط صخب كبير مستمر وهذه المرحلة تحتاج لقائد حكيم وصلب يستطيع انتشال الجميع من حالة الإحباط المريرة والسعي نحو مواصلة بقية المشوار على أن تكون التغييرات المحتملة في فترة الانتقالات الشتوية أو بالتعاقد مع لاعبين مؤثرين في محور الارتكاز وصناعة اللعب وربما في العمق الدفاعي على أن يكون التوقيع أولا ثم الانضمام مع بداية فترة الاستعداد وأن تكون الخيارات فنيّة بحتة سواء بتحديد مراكز الاحتياج أو نوعية اللاعبين وجنسياتهم وحتى أعمارهم ولعل جماهير الزعيم تعي جيّدا حالة التأجيج الإعلامية وهذا أمر بالإمكان كشفه بسهولة فالنظر بالعين المجردة لأعمدة الكتّاب العقلاء منهم و"........ " ضعوا ما يناسب الفراغ ثم في محاور البرامج الفضائية والإذاعية وفي أخبار الصحف الورقية وغير الورقية حينها ستدركون أن الهدوء ولا غير الهدوء هو المطلوب في هذه الأيام وبعد ذل ك ربما يرددون وسأردد معهم "من سرّه زمن ساءته أزمان" الهاء الرابعة لمن يحوّر كلامي عن معانيه.. أهُزُّ بالشَعرِ أقْوَاماً ذَوي وَسَنٍ في الجَهلِ لوْ ضُرِبوا بالسّيفِ ما شعرُوا عَليّ نَحْتُ القَوَافي مِنْ مَقَاطِعِها وَمَا عَليّ لَهُم أنْ تَفهَمَ البَقَرُ