|


فهد الروقي
عطشان يالنشامى
2012-08-25

طرق التواصل والإعلام الجديد لم يترك لوسائل الإعلام التقليدي فرصة التفرّد بالخبر فأصبح الرأي هو البديل حينها بدأت مساحات كبيرة تفتح لأصحاب الرأي لتفتح مجالاً لتواجد أسماء غير مؤهلة تأهيلاً علمياً أو نفسياً خصوصاً وأن هناك إجحافاً كبيراً بحق أوضح قاعدة من قواعد النقد "التصوّر الشامل" فتوّجه الغالبية نحو التطرّق لدراسة الأمور السلبية مع تجاهل كبير للإيجابيات حتى بتنا نشك أن ساحتنا ساحة معركة، تضم أطرافاً متناحرة زادهم الكره ومشربهم البغض، مع العلم أن "النقد" بمفهومة الشامل يشمل دراسة الظاهرة -أي ظاهرة أو حدث- واستخراج الجمال وتعزيزه واستبعاد القبح وطرق التخلّص منه هذا التوّجه حولنا لا شعورياً لأصحاب عيون "سلبية" تبحث عن الأخطاء فقط ولأوجدنا لذلك مبررات، فالباحث عن الإيجابيات والمعزز لها نعتبره "مطبلاً"، بل نزيد على ذلك بالهمز واللمز في قناة شرفه فأصبح في قاموسنا أنه لا مادح إلا لحاجة أو مكسب، ولا مهاجم إلا شريف نقي، وهذا التوّجه يسري على كل جوانب الحياة تقريباً فإشاعة فضيحة تنتقل بين وسائل الإعلام والمجالس دون حياء أو خوف من رب الأرباب والعقلاء من الناس. في مباراة نجران والهلال حدثت قصّة لم تشاهدها أعيننا "العوراء" رغم ما فيها من قيم ومبادئ ومثالية وتوطيد لعلاقات هي السمة الأبرز لنا رغم أن ما يظهر يريد إثبات العكس، فمع احتدام المباراة طلب حارس نجران "الصيعري" من رفاقه في الاحتياط "شربة ماء" ولكنهم لم يسمعوه ووقع النداء في أذن الحارس الهلالي الاحتياطي "حسن" فقام من مكانه وحمل الماء وتوّجه راكضاً نحو "العطشان" ووضع الماء بالقرب منه دون أن يتداخل في اللعب لتأتي عبارات الشكر الصامتة من الحارس النجراني بالعينين فقط "عين تشربك شوف وعين تضماك.. لا ذبحني ضماك ولا رويتك" ومع ذلك لم نشاهد هذه القصة النبيلة إلا من خلال عدسات مصوّر هاو وقد غابت عدسات المحترفين بما فيهم "مخرج المباراة" الذي تفرّغ لمتابعة حدث جاهل خارج الملعب يهرب على غير هدى ورجال الأمن يطاردونه، وهو بذلك يساعد على انتشار هذه الظاهرة السلبية وكان من الأجدر أن يركز على الجوانب الإنسانية، وتخيّلوا لو أنه ركز على القصة الإنسانية وتابعها بكل تفاصيلها الرائعة ولم يغمض عينيه عنها. ومع ذلك ومع كل القيم سيأتي من يؤّل أحرفي إما للون أحد المتبارين أو للاسم الثاني لحامل الماء وحينها سأكتفي بالقول: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به". الهاء الرابعة يا ثقل دمّ اليوم لا قالوا السبت ويا ثقل دمّك كل ما اصبحت وامسيت أنت اتحرى جيتي كل ما غبت وأنا اتحرى غيبتك كل ما جيت