هذا العام تخلت بعض الجماهير الهلالية عن عاداتها الموسمية في الوقوف مع فريقها في الضراء قبل السراء، والدعم والمؤازرة بالحضور القوي والتفاعل الجميل إن أبدع الفريق قادوه للمنصات وإن أخفق شدوا من أزره حتى ينهض من كبوته فهم يعرفون فريقهم جيداً "حصان" يكبو تارة لكنه لا يسقط أبداً بعد فضل الله وتوفيقه. أما هذا الموسم فقد ظهرت علامات ظاهرة محدثة بدأت في تقريع الفريق والقائمين عليه وممارسة الضغوط المتواصلة عليهم مما أوقعهم في كثير من القرارات الارتجالية لعل منها التعاقد أولاً مع دول ثم إلغاء عقده.. والخطر القادم والأشد فتكاً ستكون نتيجة "كرة الثلج" التي بدأت تلك الجماهير في تكوينها والتي تنذر بانقسام أزرق، طرفاه غير المتواجدين فيه أصلاً رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد والذي يرغب في الترشح لفترة رئاسية قادمة وبين نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير بندر بن محمد والذي أعلن تأييده للإدارة الحالية، ولم يعلن ترشيحه وهي كرة ظهرت على السطح بعد التعادل الأول آسيوياً وبدأت تكبر مع كل "إخفاق أزرق" -هذه الإخفاقات جاءت بثلاث تعادلات ومع ذلك ما زال أمر تصدّر المجموعة قائماً وأمر الترشح ثانياً بنسبة أكبر والتأهل إلى دور الثمانية متاح- ولو استمرت هذه العادة الغريبة في تكبيرة كرة الثلج فإن النتائج الوخيمة ستكون هي المحصلة النهائية حينها سيكون النسق الثقافي الأزرق قد فقد أهم مقوماته وأسباب تألقه وزعامته، وهي وحدة الصف ولمّ الشمل الهلالي واقتصار الاختلاف حول الهلال ومن أجله. وحري بالزعماء -أعني بهم جماهير زعيم القرن- أن تدرك خطورة هذا الأمر وتسعى بكل قوة لتجنبه فهذا الوقت تحديداً يحتاج لتضافر جهود الجميع حتى يتجاوز الفريق محنته ويحقق مراده ومرادهم وفي الصيف تبدأ عملية الإصلاح الجوهرية بدلاً من الخوض في التفاصيل الدقيقة -وفي التفاصيل يكمن الشيطان- التي لا طائل من ورائها، ومن يبحث عن إصلاح الخلل فليكن بالطرح العقلاني المتناسب مع المرحلة وظروفها على أن يتم الابتعاد كليّاً عن "شخصنة" الأمور، فالعقول الصغيرة هي التي تناقش الأسماء فقط. الهاء الرابعة يا رب دعوة عبد من قلب ولسان أدعي وأنا ما بين أياديك ساجد إذا تعلّق خاطر فلان بفلان علّقني بحبك وحب المساجد