كنت في يوم من الأيام ضيفاً على القناة الرياضية وحين وصلت للمبنى ودلفت إليه لم أجد الاستقبال الروتيني المعتاد فسلكت الطريق إلى "الإستديو" الخاص بالبرنامج وحين اقتربت من بوابته وجدت عدداً من العاملين فنيين وغير فنيين، فبادرت بالسلام لكن لم يرد أحد منهم، -قلت لعلهم لم يسمعوني جيداً ولم أحاول أن أفكر لِمَ لم يقم أحدهم، فقد مكثوا على الكراسي دون حراك بعد أن قطعوا كلامهم والتزموا الصمت-.. وحين دخلت المكان وجدت المخرج مع بعض الفنيين، وكان ترحيبه طيباً وحديثه لبقاً فجلسناً سوياً نتبادل الحديث والقفشات والمداعبات كصديقين، ولكن فجأة وبدون مقدمات سمعت صوتاً من خلف "الكاميرا" يقول لي دون سابق معرفة ولا سلام وبطريقة غير مهذبة: "يالروقي وش عندك على فريق النصر؟"؛ لم أجبه لكنني سألت المخرج من هذا؟.. فقال: إنه المصوّر، وكانت هذه البداية فكثرت القصص النادرة من هذا النوع حتى وصلت لصناع القرار الذين نجحوا في إدارة شئون القناة العامة لكل أبناء الوطن إلى قناة خاصة متزينة باللون الأصفر الفاقع، بدليل أن صاحبي المركزين السادس والسابع يحظيان بدعم منها لم تحظ به فرق المقدمة ولا حصان الدوري الأسود "الفتح النموذجي" ولا صاحب الروح الوثابة "نجران"، ولكم في نوعية الضيوف وحجم التقارير وتغطية المناسبات الخاصة ومتابعة التمارين والأخبار اليومية ومؤتمرات المدربين الدليل الواضح.. وإن أردتم البرهان الساطع الذي لا يقبل الجدل فهو في مباراتي الأسبوع الماضي فالاتحاد أعيدت مباراته مع نجران "درزن" والنصر حين خسر من الهلال وفي لقاء "الديربي" لم تعد المباراة إلا مرتين فقط، ولكم أن تلاحظوا الفرق في التعامل، بل إن أكثر مباريات الهلال التي تعاد هي التي يخسرها حتى وإن كانت "حبية"، وقد كانت أشبه بالمناورة لكمية اللاعبين المنقطعين عن اللعب الذين شاركوا بها، ولكن يبدو أن لهم أهدافاً وأغراضاً في طريقة التعامل "الأعرج" حتى في ملخصات الأسابيع تعاد بطريقة فنية مكثفة الأسابيع التي فازت فيها فرقهم المفضلة وتعرض في أوقات ذروة المشاهدة لكنهم يحجبون بذات الطريقة تلك الأسابيع المؤلمة لهم على صعيد النتائج، وهذه حالة مرضية يجب اجتثاثها، فحين يدخل الموظف لعمله يجب أن يتجرد من أهوائه وشهواته، أو ليجلس في بيته حتى لا يظلم أحداً. الهاء الرابعة كرامة النفس عندي فوق فالقمة تثور من دونها ناري ودخاني ذبحت خيل الهوى واسقيتها دمه خليتها غصب تحمل جثة الجاني