الإعلام العربي " يعاني " خصوصا المرئي منه فهو وعلى كافة الاتجاهات يحرص على خلق الإثارة حتى ولو كانت بأساليب " شوارعية " سمجة ومقززة وبلغة " عرابجة " لا يملكون الحس الإعلامي والمهنية المطلوبة ولا يحترمون " مضيفيهم " فهم لا يدركون أنهم ضيوف يدخلون البيوت عنوة ودون استئذان، وحري بأولئك أن يراعوا ذائقة الناس واختلاف مشاربهم وبحثهم عن المعلومة الصادقة والإثارة الحقيقية ومع ذلك لم يحدث شيء من ذلك فأصبحت مشاهد " المضاربات " داخل الاستديوهات وخلفها منظرا طبيعيا فقط لأن أهل الحل والعقد في البرامج يحرصون على إحضار ضيفين أو أكثر ممن عرفوا بالتضاد وحين يحتمي النقاش يبدأ المحاور " النشبة " في زيادة الحطب على النار المستعرة حتى يتوقف البرنامج إما لانتهاء الوقت المحدد أو باللكمات الخطافية العلوية وأحيانا تحت الحزام ولا مانع من إضافة بعض البهارات الحارة من عبارات نابية وسباب وشتم يصل لوالدي الطرفين أو أحدهما.. محليا لا يختلف الحال كثيرا وأعني بالمحلي القنوات المملوكة لرأس مال سعودي أو يقومون عليها من أبناء الوطن وهي توجه غالبية برامجها للوسط المحلي ولأن أهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل ويرمي إلى أن الدخلاء ينكشفون في أول ظهور فتظهر معه حقيقتهم ولكم مثال في برنامج ظهيرة استضاف نجما رياضيا كبيرا وبدلا من طرح قضايا سامية وهادفة هبط مستوى الحوار لدرجة تشك فيها أنك تشاهد جلسة أصدقاء أضناهم صخب المدينة فتوجهوا لـ " طعوس الثمامة " لعلهم يستبدلون الضجيج بالهدوء والسكينة حتى شدا أحدهم : " خذاه اللي خذاني يوم شفته .... مابين خزام واطراف الثمامة " لكن أحدهم لم يراع أهمية اللقاء فاستخدم عبارات مستهجنة لا تقال بين الأصدقاء فكيف بمجتمع كبير من عينة " يعطونك على راسك " بل إنه تخلى عن أبسط مبادئ المهنية فبات يكيل الاتهامات في كل اتجاه ويلقن ضيفه المغلوب على أمره الإجابات حتى سقط الأول وكاد أن يسقط الثاني وكم كنت أتمنى من مثل أولئك أن يراعوا الأوضاع وأن تقودهم خبرتهم العريضة وهم الذين قد بلغوا من الكبر عتيا وليسوا صغارا تنقصهم المعرفة والدراية ويقودهم " الطيش " حينا أن يقودوا الوسط للوسطية ويتخلوا عن " فكر المؤامرة " فالقضية كلها " جلد منفوخ " لا تستدعي كل هذه الرحلات البرية الهاء الرابعة شبيه الريم مافي الناس مثله جميل وزاد حسنه في كلامه تربى في طرف وادي حنيفة رفيع الشان مصيون الكرامة طلع من قلب نجد بكل زينه وفي الطعس الحمر بنى خيامه