|


فهد الروقي
(زخ على صفوان)
2011-11-30
صوت المطر يداعب نافذتي وهي تريد أن تفتح ذراعيها لاستقباله يمنعها تربص البرد القابع في الخارج في انتظار فرصة سانحة للهجوم وحسيس النار يشدو ألحاناً على مسامعي شامخاً شموخ الفرسان الشجعان قبل معارك تحديد المصير "أكون أو لا أكون" المعنونة بـ" إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا" واقفاً في تحد صارخ مع البرد محذرا إياه من مغامرة الدخول إلى مخدعي مع أن الأخير بين الفينة والأخرى يرسل "سرايا " متفردة لا تلبث أن تعود أدراجها منكسرة مهزومة ولو أنها جاءت زرافات وليس وحدانا لغلبت عدوتها حتى ولو كان صوتها تحول من الحسيس إلى الزفير والبرد واقع بين كماشتي "المطر والنار" وفؤادي بينهما ويزيد عليهما البرد نفسه "برد ومطر والنار والقلب مشتاق... والعين تبكي ضيمها من شقاها"
هي "جلسة سمر" رافقني فيها البرد والمطر والنار (ودلة تفوح وإبريق يفور "وخير جليس يدنيني تارة ويبعدني تارة أخرى وأنا بين هذه وتلك أجد في مختارات شعرية متنفساً جميلاً لعالم حالم وردي الأسقف والجدران تتجاذبني تباريح الوجد ولوعات الاشتياق)
ما زلت في مكاني وما زالت الصراعات قائمة بين زخات على نافذتي لم تتوقف وبين صوت ريح عاتية مصحوبة ببرد قارس وبين نار لهبها في علاقة حميمية مع حطبها لا أفكر في شيء معين، فالأفكار في هذه الليلة حبلى ومتزاحمة ولأنها تشعر بالبرد ترغب في البقاء جماعة لعل بعضها ينثر الدفء في أوصال الأخرى
لعلي استدركت شيئاً فكل هذه المقدمة التي تشبه "النسيب" في الشعر الجاهلي حين يتم وصف الرحلة والمركوبة ورفيقي الدرب حتى الوصول للمراد مكاناً أو إنساناً لتأتي بعدها قصيدة المدح أو الفخر أو الغزل وإن كان الأخير يأتي أحياناً كجزء مهم من مقدمة "النسيب"، وفي هاءات هذا اليوم صوت مطر على صخرة صماء تسمى "صفوان" يرسل خطاباً لإدارة الهلال تقول في مضمونها "إعطاء الفرصة للثلاثي خيرات أو رضوان أو الدوسري خير من التعاقد مع لاعب من خارج أسوار النادي إلا إن كان "سمي" الراحل لبلاد الفرنجة".

الهاء الرابعة
الله على نو انطحته هبوبه
حتى تلاحق مقدمه مع تواليه
عنه الرياح العاصفات امحجوبه
لين استهان ولج صوت الرعد فيه
مظلم شماله مدلهم جنوبه
كالليل الأسود ذايبات مثانيه