فكرت أن أتصل بصديق قديم يعمل مهندساً إنشائياً لسؤاله عن إمكانية إقامة جسر معلق على أرض منبسطة، لكنني تراجعت خوفاً من أن يصفني بالغباء، وقد كدت أن استعين ببعض خبراء الساحة الرياضية الذين يبرعون في تفسير الظواهر الكونية ويمتلكون قدرة رائعة على التأويل، وللدلالة على ذلك استرجعوا حادثة أسامة هوساوي وشاهدوا كيف تعاملوا معها، وقد كانت البداية بتفسير رغبة اللاعب في الانتقال الخارجي على أنها «كوبري» مع أن الموضوع لا يمكن أن تنطبق عليه شروطه أولاً لأن لائحة الوضع على قائمة الانتقال قد ألغيت وأعطيت للاعب المحترف حرية الانتقال لأيّ فريق يختاره بعد نهاية عقده؛ وبإمكان أسامة الانتقال لأيّ فريق يريد، محلي أو خارجي بعد شهر ونيف تقريباً، ثم إن اللاعب الهاوي قد تم إغلاق ذهابه خارجياً وعودته بنظام صارم محلي خاص، وحين وجدوا أن هذا التفسير لم يستمر طويلاً لسذاجته تحولوا لأمور أخرى أكثر حماقة وسخفاً فمنهم من قال إن «سرقة» تعرض لها منزله هي التي جعلته يقرر الرحيل عن فريقه، ولا أعلم حقيقة كيف أتناول هذا الرأي، لكنني من شدة ضحالتهم سأكتفي بالقول إنه لو كان كل لاعب انتقل من فريقه لأن منزله سرق لما بقي لاعب في نادٍ إطلاقاً، فإن رغبت في جلب لاعب في غير مدينة فريقك ما عليك سوى سرقة منزله ثم الاتصال عليه للاتفاق على شروط العقد الجديد، ولأن أذهانهم تمتلك قدرة عالية على الابتكار، فقد اخترعوا قصة جديدة أو تأويلاً جديداً مفاده أنه سينتقل لفريق من المنطقة الغربية لأن أهل بيته لم يطب لهم المقام في الرياض، وهنا سألتزم الصمت ولن أعلق.
لكن الأكيد ومن خلال معرفتي التامة بكل التفاصيل أن أسامة يحلم بالاحتراف الخارجي ويسعى لتحقيق حلمه، وهو بالنسبة له الخيار الأول ثم يأتي الخيار الثاني بالبقاء محلياً وهو لا يريد أن يلعب سوى في فريقه الحالي مهما كانت المغريات -وقد جاءته مغريات عدة ولولا عهد قطعته على نفسي لأعلنت ممن؟، وكم كانت المبالغ؟-.. بل وحين سيعود من تجربته الاحترافية سيعود للهلال والهلال فقط، وللتوضيح حول مقترح أن يوقع للهلال ثم يحترف نقول إن الأندية الأوروبية لا تتعامل مع نظام الإعارة إلا في حدود ضيقة، فهي تسعى للاستفادة الفنية والمالية من استقطاب اللاعبين.. وأسامة يريد أن يكون عقده حراً حتى لا تقف المبالغ المالية عائقاً دون إتمام حلم حياته الكروية.
هذه حقيقة الأمور، فمن أراد أن يفهمها كما هي فليفعل، ومن أراد أن يمارس التأويل والتفسير فلا نملك إلا أن نقول له تمعن الهاء الرابعة.
الهاء الرابعة
انا احسب ان عقلك تعافى وقد طبت
اثرك على نفس العقل مـا تعافيـت
يا ثقـل دم اليـوم لي سمي السبـت
ويا ثقل دمك كل ما اصبحت وامسيت
انت اتحرى جيتي كـل مـا غبـت
وانا اتحرى غيبتك كـل مـا جيـت
لكن الأكيد ومن خلال معرفتي التامة بكل التفاصيل أن أسامة يحلم بالاحتراف الخارجي ويسعى لتحقيق حلمه، وهو بالنسبة له الخيار الأول ثم يأتي الخيار الثاني بالبقاء محلياً وهو لا يريد أن يلعب سوى في فريقه الحالي مهما كانت المغريات -وقد جاءته مغريات عدة ولولا عهد قطعته على نفسي لأعلنت ممن؟، وكم كانت المبالغ؟-.. بل وحين سيعود من تجربته الاحترافية سيعود للهلال والهلال فقط، وللتوضيح حول مقترح أن يوقع للهلال ثم يحترف نقول إن الأندية الأوروبية لا تتعامل مع نظام الإعارة إلا في حدود ضيقة، فهي تسعى للاستفادة الفنية والمالية من استقطاب اللاعبين.. وأسامة يريد أن يكون عقده حراً حتى لا تقف المبالغ المالية عائقاً دون إتمام حلم حياته الكروية.
هذه حقيقة الأمور، فمن أراد أن يفهمها كما هي فليفعل، ومن أراد أن يمارس التأويل والتفسير فلا نملك إلا أن نقول له تمعن الهاء الرابعة.
الهاء الرابعة
انا احسب ان عقلك تعافى وقد طبت
اثرك على نفس العقل مـا تعافيـت
يا ثقـل دم اليـوم لي سمي السبـت
ويا ثقل دمك كل ما اصبحت وامسيت
انت اتحرى جيتي كـل مـا غبـت
وانا اتحرى غيبتك كـل مـا جيـت