|


فهد الروقي
هل العقول تتطوّر ؟
2011-10-16
أعلم يقينا أن العقل البشري يمتلك القدرة على التطوّر المستمر والتغيير للأفضل لما وهبه الله من خاصية التجديد والإحلال والتبديل ومع ذلك يحق لي أن أتساءل لعلي أجد إجابة شافية ففي حين أن العلم الحديث وكذلك الموروث القديم يثبتان ذلك إلا أن الواقع المعاش حاليا يثير الشك ويدخل الحيرة في قلب الواثق المطمئن، ولو أنكم أحبتي جربتم حيرتي لعذرتموني فيما أنا فيه من شك لا يصل لمرتبة الشك « الديكارتي « وإن سار معه في نفس الطريق ويختلف كليا عن الشك العربي المبني على تكذيب الواقع والإيمان بالمؤامرة حتى لو كانت القضية عائلية ولعلي أطرح تجربتي أمامكم ونفكر سويا بصوت مكتوب ومقروء ففي منتصف الثمانينات الميلادية وفي عمر متقدم جدا كنت أقرأ لكاتبين رياضيين – يصنفان هكذا وإلا فإنني اعتبرهما يجيدان الكتابة فقط – وكانا يشيدان بنجوم فريقيهما المفضلين مع هجوم من أحدهما على نجوم من فريق « يكرهه « في حين أن الآخر تجاهل كل لاعبي المنتخب واختزل المنتخب بأسره في نجوم فريقه فقط في وقت كان فيه الأخضر يحتفل أو يكاد بمنجز قاري حينها أبت ذائقتي أن تستسيغ ما طرح وصنفته على أنه نتيجة أهواء شخصية يدعمها « طيش شباب وفورة حماس «
الآن وبعد خمسة وعشرين عاما تقع عيني على طرح لهما بعد أن تجاوزا الخمسين من العمر وشارفا على الستين بل إن أحدهما « جد « وهما يمارسان نفس الدور يشيدان بنجوم فريقيهما المفضلين ويهاجمان أو يتجاهلان نجوم نفس الفريق الآخر بعد تعادل المنتخب مع تايلند وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بدلا من الانتصار انكسار ولا وجود لـ « طيش « الشباب وحماسه ولو أن الأمر توقف عليهما لقلت أنها حالات فردية لا يقاس عليها فلكل قاعدة شواذ وهذه من تلك ولكن هناك العديد من الحالات المماثلة لا يتسع المجال لحصرها لذا سأكتفي بما طرحت والأيام بيننا شواهد والوقائع لا تكذب

الهاء الرابعة
وأفضل قسم الله للمرء عقله
فليس من الأشياء شيء يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله
فقد كملت أخلاقه ومآربه