|


فهد الروقي
( سر الرباعية )
2011-10-01
فريق برشلونة الإسباني حالة استثنائية في كرة القدم ليس لأنه يضم أفضل نجوم اللعبة ولا لأنه يملك مدربا خرافيا وليس للمال علاقة في ذلك فهو ليس النادي الأغنى بل لأنه يملك لاعبين يجيدون فن الاستلام والتسليم بسهولة متناهية ويمارسون الضغط على المنافس في كل أجزاء الملعب وطوال وقت اللقاء وهذا يعني لياقة بدنية عالية وتركيزا ذهنيا من الجميع حتى تتناغم المجموعة وتنصهر في بوتقة واحدة وأي خلل فردي يعطل نظام المجموعة..
هذه المعادلة الكروية سهلة التنظير عسيرة التطبيق الكلي وأي نجاح في تطبيقها ولو بنسبة أقل من النموذج الكتالوني يعتبر عملا فنيا جبارا وكهذا كان الهلال مساء الرباعية القاسية على الراقي وهنا لابد أن نصحح مفهوم أن الأهلي كان سيئا في اللقاء بل على العكس تماما فهو وللأمانة حاول الاجتهاد ولكن الهلال لم يعطه فرصة لممارسة كرة القدم بالضغط المتواصل على لاعبي الوسط والدفاع فانعزل الهجوم ودانت السيطرة الزرقاء ولكم في لقطة في آخر المباراة دليل كبير حين أجبر ثلاثة من لاعبي الهلال مفتاح الأهلي « كوماتشو « على التراجع من وسط الملعب حتى حدود منطقة جزاء فريقه فقطعوا عنه حتى مجال الرؤية ولم يجد بدا من إعادتها للحارس بعد أن ضاقت عليه السبل والمساحات
هذا هو « السر « في تفوق الهلال وفي طلب إدارته العليا وكذلك المشرفة وجهازه الفني « الصبر « من الجميع فبعد أن تدارس مسيروه أسباب الإخفاق في مباريات معينة في الثلاث السنوات الأخيرة توصلوا إلى أن الفريق يفتقد خاصيتين في وسط الميدان والهجوم « القوة البدنية وقوة التسديد « لذا تم تغيير الرباعي الأجنبي وبعض المحليين وتصعيد لاعبين شبان يملكون اللياقة البدنية العالية والقتالية في الأداء لتبدأ مرحلة بناء الفريق العصري الجديد وهي عملية تحتاج لفترة طويلة لا تقل عن موسم كامل – حين تريد بناء منزل يستوعب ثلاثين ساكنا فأنت تحتاج لعام على الأقل والعمل قائم يوميا والمواد من الجماد تثبتها في مكانها فلا تتحرك فكيف إن أردت أن تبني منظومة أدواتها الثلاثين هي أكثر خلق الله عرضة للتغيير-
وللدلالة أكثر لمعرفة السر الأزرق والذي نكشف لكم جزءا من مخططاته تمعنوا في كيفية التعاقد مع المدرب والاجتماعات الطويلة والتركيز على المدرسة الألمانية صاحبة النسق العالي في فكر الضغط على المنافس والحركة الديناميكية طوال المباريات واعلموا جيدا أن إدارة يقودها الأمير عبد الرحمن بن مساعد ويشرف على تنفيذ قراراتها سامي الجابر لا يمكن أن تتخذ قرارات مفصلية دون تخطيط بعيد المدى فهي وللتاريخ أقول « لا تهرول عبثا «

الهاء الرابعة
إني وجدت، وفي الأيام تجربة
للصبر عاقبة ، محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يطالبه
واستصحب الصبر ، إلا فاز بالظفر