|


فهد الروقي
إنها الحيرة يا ولدي
2011-05-16
أكاد أشك أن يتمنى أحد في الوسط الرياضي أن يكون « المقرر « في علاقة اللاعب الكبير عيسى المحياني مع إدارة ناديه وهو الذي حضر وفق معركة طاحنة بين هوى النفس وشف القلب وبين عناد ومكابرة استنكرت أن يعتمد اللاعب على « الاستخارة « في تقرير مصيره ومن بعدها ومصطلح « يحلمون « راسخ في الذاكرة بعد اعتراض سطحي على مقطع من أغنية في برنامج فضائي.
فاللاعب صاحب الخلق الرفيع والسلوك القويم والمهارات العالية وحاسة « التهديف « العالية لاينزل لأرض الميدان في أي لقاء كان إلا وكان له بصمة سواء بهدف ملعوب أو تمريرة قاتلة من نوعية « أنت وضميرك « ومع ذلك يبقى لفترات طويلة حبيسا لبنك البدلاء مع مرور أكثر من جهاز فني تدريبي، ومرد ذلك أن الأجهزة القديرة حينما تتعرف عن كثب على قدرات الفريق تتوصل لقناعة يعرفها الصغير قبل الكبير والجاهل قبل العالم بأنه « الأزرق « يتميز بوجود كوكبة هائلة من الموهوبين في خط الوسط سواء من المحليين أو الأجانب، فيعمدون إلى تكثيف منطقة الوسط بثلاثي أو رباعي يجيد صناعة اللعب والتسجيل والسيطرة على الكرة والمباريات بل والمنافسات، بدليل أنهم لم يخسروا في « كأس ولي العهد « لأربع سنوات متتالية مع الاعتماد على مهاجم واحد ولاعب أو لاعبين في محور الارتكاز أحدهما يبدع في قيادة الألعاب وفي الصناعة وفي التسجيل من مسافات بعيدة لينفض غبار الشباك ويفتك بعذريتها، في كثير من المباريات أطلقت عليه الهاءات لقب « قاهر العذال « وهو للأمانة كذلك، وتحتم هذه الطريقة الاعتماد على مهاجم وحيد يجيد تأدية أكثر من مهمة فنية منها التحرك القطري والطولي والعرضي، وخير من يؤدي هذه المهمة ياسر القحطاني حتى في أدنى درجات مستواه كما يحدث معه حاليا.. حتى ظهر ذلك على ملامح جسده الممتلئ والبعيد عن التكوين المثالي.
وتغبط كثير من إدارات الأندية الأخرى الإدارة الزرقاء على حسن تجاوب « طلق المحيا « وصبره على عدم المشاركة وهو النجم الكبير صاحب الحضور الطاغي والشخصية المحببة، وهو بهذا التصرف يثبت محبته للفريق وإخلاصه للشعار الذي يرتديه واحترافيته ونضج عقله، ليقينه بأن الفرصة ستأتي – بإذن الله – حينها سيعرف الجمع ممن ضمت ساحتنا من هو طلق المحيا؟ وما هي قدراته الإبداعية بعد أن عرفنا قدراته النفسية والأخلاقية والعقلية، وكلها في مرتبة عالية لو وجدت في بقية اللاعبين لكانت الكرة السعودية غير التي هي عليه الآن.

الهاء الرابعة
الصراحة مزعجة و أنا صريح
تزعجك ما تزعجك بأقولها
و إلا تدري ما يصح إلا الصحيح
خاطب العالم بقد عقولها