في فترات سابقة كانت هناك مؤلفات سطحية ساذجة يعمد مسوقوها على دغدغة مشاعر المستهلكين بطريقة احتيال ونصب لا تنطلي إلا على من يريد أن يتعلق بقشة بعد أن ضاقت به السبل وبات قريبا من مرحلة اليأس كـ"كيف تتعلم الإنجليزية في أسبوع" أو "تخلص من الكرشة في خمسة أيام" أو "كيف تصبح وسيما في ثلاثة أيام" إلى آخر مثل هذه الحيل الساذجة
وللأسف الشديد أنني شاهدت بعضا من هذه الكتب في "معرض الرياض الدولي للكتاب" الذي اختتم قبل أيام وقد دهشت لذلك وسألت من يسير بجواري وأظنه صديقا صدوقا هل يعقل أن هذه العقليات – المصدرة والمستوردة – ما زالت موجودة حتى الآن وإن وجدت كيف تقبلها المجتمع بعد تغيير جلده للتطور والنمو؟
فالتفت إلي وقال كيف تنسى كتاب "كيف تضحك على نفسك في أسبوع" الذي ألفه فلان بن علان؟
أجبته على الفور هذا ليس كتابا إنه موسوعة شاملة لكل نوادر الكون بما فيها الرياضية صلب الموضوع فيها وهي حاليا تكاد تكون "فيلم وثائقي" يمكن لمن أوجس في نفسه ضيقة أن يتوجه لدار العرض ويمكن أن يكون هذا الدار في "اليوتيوب" ويبدأ في مشاهدة مقاطع الفيلم المحبوكة بصنعة روائية غاية في الدقة والإتقان مغلفة بطابع "كوميدي" ساخر حد القهقهة والاستلقاء على الظهر من حمى الضحك المفرط
وحتى لا أضيع عليك عزيزي القارئ متعة المشاهدة فإنني لن أدخل في تفاصيل الأحداث كي لا أحرق متعتها عليك لكنني أنصحك أولا بقراءة الكتاب والتمعن في فصوله وقبل ذلك التمعن جيدا في اسم المؤلف فهو "تحفة صاغها الرحمن من أحلى التحف" لدرجة أنه لو لم يفعل في حياته سوى تأليف هذا الكتاب لكفانا تندرا وغبطة ولكفاه فخرا ومجدا فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم
ثم حين الفراغ من القراءة توجّه لمشاهدة الفيلم على أن تقطعه لأجزاء حتى تضمن "الفرجة" لأطول وقت ممكن
بعدها لا تستغرب كيف سمح لنفسه بتأليف الكتاب ولا كيف للآخرين أن اشتروه بثمن غير بخس فقد دفعوا جزءا من وقتهم وصحتهم قيمة لهذا الكتاب ومؤلفه (عبقري زمانه)
 
الهاء الرابعة
 يا قلب سامحني على كل زلة
أخطيت في حقك كثير وتماديت
علمتك دروب الهوى والمذلة
عليك يا قلبي قسيت وتجنيت
ياما نصحت وقلت من صد خله
لا شك ما طاوعت يومك تخليت