بداية فإني أقدم التعازي لنجم الفريق النصراوي عبدالرحمن القحطاني في وفاة والدته رحمها  الله وأسكنها فسيح جناته، ولعل هذا يقودنا للحديث عن مفهوم “ التضحية “ الذي يكثر الحديث عنه في حال مشاركة لاعب في مباراة  لكرة القدم في الوقت الذي يمر بظرف يشبه ظرف عبدالرحمن القحطاني، فاستخدام كلمة التضحية في هذا الظرف هو استخدام في غير محلة، لا أفهم كيف يمكن أن يشارك لاعب في مباراة ويفرح ويغضب في الوقت الذي فقد فيه للتو قريباً، أو إنسانا عزيزا كان يشاركه الحياة.
أعتقد أن عدم مشاركة عبدالرحمن القحطاني في مباراة الأمس هو مبدأ يجب أن يعزز لدى لاعبي كرة القدم الذين يفترض أنهم قدوة لكثيرين، فالعلاقة مع الأسرة والأهل والأقارب والأصدقاء والوفاء لهم، أهم بكثير من مشاركة في مباراة لكرة القدم ستنساها الجماهير بعد فترة، وقد تغضب منه تلك الجماهير لأنه أضاع فرصة أو تسبب في هدف بغض النظر عن تلك  “ التضحية “ المزعومة .
يجب أن يحترم اللاعب الذي يرى أن الوقوف مع أسرته في مثل هذه الظروف أهم من أي شيء آخر، ولعلي لا أكون متطرفاً إن قلت إن اللاعب الذي يشارك في مثل هذه الظروف هو شخص يعاني من خلل نفسي يجب علاجه وليس بطلاً يجب أن تحتفي به الجماهير .
وبالطبع فإن هذا لايتنافى ولا يتعارض مع مفهوم الاخلاص للشعار والوفاء له “ وإتقان “ العمل فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه . الإتقان والإبداع شيء وترتيب الأولويات شيء آخر .
رحم الله والدة القحطاني، وكل أموات المسلمين، وأحسن الله عزاء كل من فقد عزيزاً كف عن الحياة، والحزن هو الوجه الآخر من عملة الحياة  نتقبله برضى وإيمان بقضاء الله، ولازال في الحياة مزيد من فرح إن شاء الله، جعل الله أيامكم جميعاً فرحا وسعادة، وأحزانكم حسنات تلقون بها وجه ربكم عز وجل.