|


فهد الروقي
لا .. بمعنى نعم
2010-06-25
مشكلة الاتحاد ككيان قبل أن يكون فريقاً أنه دخل في نفق الصراع الداخلي وهو نفق مظلم لا يوجد في آخره بصيص من نور أو بقعة ضوء خافتة لكنها تكفي لاستبيان الطريق والبحث عن خارطته كما يقول بعض الأدباء والذين لا يملكون من الأدب إلا مفردة باردة يدغدغ بها مشاعره وبعض المحيطين به معنوياً وليس حسياً
والصراع الداخلي وإن كان في أوله بين الكبار فإنه سيفتح باباً عسير إغلاقه ينفذ منه الصغار قدراً وعمراً وسيمارسون فيه ما يجعل الولدان شيبا وسيختلط الحابل بالنابل والغث مع السمين وستتنوع الوسائل والطرق حتى يلبس فهم قضايا الخلاف لتشعبها من جهة ولكثرة المفتين فيها هذا إذا علمنا أن هناك (رويبضات) يتربصون بالفرصة ويتحينونها لبث سموم الفرقة بين المختلفين أولاً والمخالفين في نهاية الخلاف
وستكون مصلحة الاتحاد التي أثارت الاختلاف هي آخر ما يبحث عنه أطراف النزاع، بل إنها ستضيع في زحمة الحرب الباردة أو المشتعلة كما ستضيع الحقائق
الآن وبعد موسم شاق ومؤلم نيل فيه من إنسانية طبيب القلوب الدكتور خالد المرزوقي وبعد أن ترك الجمل بما حمل واضعاً رسالة كتبت بدم ودمع على مدخل النادي تقول (ماذا أنتم فاعلون بعدي؟)
دخل النادي في صراع جديد فحين تقدم اللواء المتقاعد محمد بن داخل الجهني لرئاسة النادي ودافعه الذي لا نشكك به ولا يشكك به أحد ـ محبة الاتحاد والبحث عن مصلحته ـ ظهرت مشكلة جديدة تمثلت في فرض أسماء محسوبة على طرف مهم من أطراف النزاع لتكون ضمن مجلس إدارته الجديد وبغض النظر عن كفاءة هؤلاء من عدمها فإنني أرى أن هذا الإجراء غير منطقي ولا يمكن لشخص يعتد بذاته أن يقبل به فكانت كلمة (لا) من اللواء الجهني
حلفت (لا) ما أقولها لك وأنا حي .... إلا إذا قلت انسني قلت لك (لا)
وهي لا بمعنى نعم وذلك لأنها وإن حملت لفظياً معنى الرفض إلا أن مدلولها الأعمق هو تقديم مصلحة الاتحاد وتنحي رجل كان يبحث عن الفعل الصادق عن معركة استوجبت الصرامة في أولها كخيار أسلم من الندامة في آخرها وبين الصرامة والندامة والأول والأخير موقف كبير من رجل عاشق غادر قبل أن يرى بعينه سقوط محبوبه ولا يستطيع أن يفعل له شيئاً لينقذه فمرحى بـ (القضاعي) على كبير صنعه وصنيعه
 
الهاء الرابعة
ما قال : لا قطٌ إلا في تشهدهُ
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
عمّ البرية بالإحسان فانقشعت
عنها الغياهب والإملاق والعدم
يغضي حياءً ويغضى من مهابتهِ
فلا يُكّلَمُ إلا حين يبتسم