أخشى ما أخشاه أن يظن ظان بأنني بصدد التوجه للاستثمار وبالذات ما يخص البطون فنحن أمة نستهلك بشكل غريب ما يلبس وما يؤكل ومن يشاهد كثرة محلات الملابس والمطاعم يتساءل ببراءة أو بخبث هل هناك مطابخ في المنازل وهل نحن عراة لا نجد ما يكسي أجسادنا ونتيجة لهذا الهوس المجتمعي كان من الطبيعي أن تنتشر المستوصفات والمستشفيات الخاصة بعضها يحضر (جزارين) تحت مسمى طبيب متعاقد أو متقاعد سيّان
والظن إياه مبني على العنوان مع أن المعني (مندي) فعلا لكنه يختلف عن بقية (المطاعم) فهو يختص بأكل لحوم البشر ويقوم عليه (طباخون مهرة) تعلموا المهنة جيدا من (دراكولا)
ولأن هذا النشاط محرم شرعا وقانونا ليس عندنا فحسب بل في كل المجتمعات المتحضرة والشعوب ذات الطابع الإنساني فإنهم يلجأون لحيلة سقيمة فيضعون على بابه (لوحة) تمويه باسم (منتدى جماهيري)
ويحتكر أحد هذه المنتديات خاصية (الموقع المشبوه) فيحرص القائمون عليه على سبر أغوار أسرار الآخرين وكشف عوراتهم دون أن يراعوا المحظور الديني ومعه الأخلاق والأعراف الإنسانية
بل إنهم وبـ (معرفات مختلفة) يمارسون التضليل على النشء ويشوهون سمعة أخيهم المسلم ظلما وزورا وبهتانا مستخدمين أدوات غاية في الخسة والدناءة كالتسجيلات الصوتية المركبة والصور المزورة وهم يبرعون في استخدام التقنية استخداما مشوها فبدلا من تسخير تلك القدرات في خدمة الدين والوطن والمجتمع والذات يحولونها للنيل من إخوانهم ومن أجل
( جلد منفوخ) ولاختلافهم معهم في الميول
ولو أننا تجاوزنا عن تهور الصغار في الطرح فمن غير المعقول ألا تتم محاسبة القائمين والمشرفين على هذه المواقع خصوصا أن بعضهم من أعضاء الشرف والبعض الآخر سألتزم الصمت حياله ففي فمي ماء وماء ساخن جدا

 الهاء الرابعة
 قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)