|


فهد الروقي
(مونديال .. أي كلام)
2010-06-07
ثمة هاجس يطاردني بين الفينة والأخرى، يشعرني بأن مونديال جنوب أفريقيا سينافس المونديال الإيطالي من حيث سوء المستوى وندرة المتعة والإثارة وعدم وجود ما يستحق المتابعة، بل زادت الأمور سوءا بأنني كنت سجين الفراش الأبيض في تلك الليلة التي طرد فيها الأسطورة (دييجو ارماندو مارادونا).
هذا الإحساس أزدادت القناعة به بعد أن شاهدت بعيني المباريات الودية التي خاضتها المنتخبات المشاركة وبالذات المرشحة بقوة لحصد اللقب، فالفريق الإسباني الأفضل عالميا في الفترة الراهنة بالكاد استطاع وفي الوقت بدل الضائع من الفوز على (صغار) السعودية، وذات الحال ينطبق على البرازيل والأرجنتين وهولندا وانجلترا وفرنسا.. وإن كان من إضافة لهم فهو فريق الأفيال الإفواري قبل إصابة الفيل الأكبر (ديديه دروجبا)، ورغم أن اللقاءات الودية لا تعطي انطباعا صحيحا ولا تقيس قدرة كل فريق ومدى قوته بالشكل الدقيق، إلا أنني لاحظت ضعف الجانب البدني واللياقي عند غالبية اللاعبين وبالذات الأسماء الكبيرة منها.. فنجم البرازيل (كاكا) غير جاهز و(فرناندو توريس) مازال في طور الإعداد البدني بعد غياب طويل بداعي الإصابة وغيرهما الكثير، وسنقتصر بالاستشهاد عليهما لمكانتهما أولا ولأنهما يلعبان في المنتخبين الأكثر ترشيحا للقب، ويأتي هذا الأمر بعد أن خرج اللاعبون وبالذات من يشار إليهم بالبنان والذين يلعبون في أندية كبيرة من موسم طويل وشاق، وازدادت صعوبته لاستمرار صراع المنافسة حتى الجولة الأخيرة في أهم بطولات الدوري الأوروبية وبالذات الانجليزي والإسباني والإيطالي.
أمر آخر مستقل وغير مستقل ساهم في ازدياد مساحة التشاؤم لدي.. تمثل في غياب أسماء كبيرة عن المونديال يكفي أن نقول بعضهم (مايكل بالاك وديفيد بيكهام وخافيير زانيتي وكامبياسو وقاقو ومايكل إيسيان وفرانشيسكو توتي ورونالدينهو وفان نيستلروي وكريم بن زيمة ودروجبا وارين روبن وميكيل وليو فرديناند وبيرلو) والقائمة تطول .
هذه العوامل رغم أنها تدخل ضمن قائمة الإحباط إلا أنها ربما تأتي بنتائج إيجابية شريطة أن تستفيد أسماء شابة وموهوبة من الفرصة النادرة وإطلاق قدراتهم الخارقة - إن كانت ثمة قدرات - بل وربما نشاهد منتخبات قادمة من العتمة لتحتل صدارة الأضواء كما حدث مع الدنمارك واليونان ذات منجز أوروبي. أقول ربما فانتظروا رغم إنني أتمنى ألا يصدق حدسي على الأقل حتى أضمن لي ولكم متابعة شيقة وممتعة.

الهاء الرابعة
ذريني فإن البخل يا أم هيثم
لصالح أخلاق الرجال سروق
وكل كريم يتقي الذم بالقرى
وللخير بين الصالحين طريق
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق.