|


فهد الروقي
اللي ما تنهيك تقويك
2010-05-24
في حياة كل واحد منا تجارب عديدة بعضها نحو الفرح يسير ويتوقف والقسم الآخر نحو الحزن ـ نعوذ بالله وإياكم من شروره ـ ولأننا من لحم ودم فإن غالبيتنا ينسون اللحظات الأولى وما يرسخ في الأذهان إلا الثانية
في الحياة العامة والخاصة ينجح المميزون رغم كثرة الصدمات وكل صدمة تصطدم بالأخرى وحين نستيقظ من وقع الأولى ينشد صاحبها بتفاخر وزهو (معلم على الصدمات قلبي)، أما الضعيف فإن صدمته الأولى تكتب نهاية رجل لم يكن شجاعاً
إن العقبات والمشاكل للإنسان تشبه إلى حد بعيد (الزلازل) ولها مقدار ولكن ليس على مقياس (ريختر)
في الرياضة ـ هي جزء من الحياة شئنا أم أبينا ـ تحدث مثل هذه الأمور لكن (الشاطر) هو من يجعل الصدمة التي لا تنهيه تشد من أزره وتقويه فيحولها من مقبرة لطموحاته إلى معزز جديد ومحفز قوي ودافع للمزيد من الرغبة في تحقيق الذات
الهلال (مثلاً) وهو ضرب للمثال وليس للحصر تعرض في الموسم الماضي (لصدمة عنيفة) بعد أن طرد مدربه بعد سويعات من تحقيقه لقب كأس ولي العهد وكان حينها يتصدر الدوري ولم يتبق إلا أيام قليلة من خوض معترك دوري المحترفين الآسيوي حينها خارت قواه وخسر كل الاستحقاقات التي قابلها
لكن الهلاليين وعلى رأسهم الأمير عبد الرحمن بن مساعد لم يمكنوا الصدمة من القضاء عليهم فوقفوا أمامها بصلابة وخرج للملأ وأعلن أنه لن يسمح في الموسم المقبل بتكرار منظر السقوط ولم يكن حديثه للتخفيف وتسكين الألم لكنه كان بصرامة الباحث عن النهوض بقوة الإعصار وبخطوات متسارعة استطاع أن يعيد ترتيب الأوراق وأن يعد فريقه بطريقة نموذجية احترافية تعتبر (نقلة) جديدة في العرف الرياضي المحلي التي حصد الفريق ثمارها في الموسم الجاري حين حصد الدوري مبكراً وبرقم قياسي ثم أعقبه بكأس ولي العهد ولعب على النهائيين الآخرين ووصل لدور الثمانية من البطولة الآسيوية وما زال المشوار حافلاً بإذن الله.
 
الهاء الرابعة
 من راح عني قلت ياعله مصيب
دورت له عذر كريم وعذرته
واللي يبي بعدي أنا ماني قريب
هو ما ربحني وإلا أنا ما خسرته
رغم الجروح اللى بقلبي معاطيب
حبيت كفين الزمان وشكرته