|


فهد الروقي
تركي الوطن
2010-03-22
ينفرد الجمهور الرياضي في المملكة العربية السعودية بخاصية لا يكاد يشاركه فيها إلا قلة من الجماهير الرياضية في العالم أجمع، وهي أنه جمهور متطلب ومسألة رضاه عن أي عمل صعبة جداً وتكاد تلامس المستحيل، ولذلك فإن مهمة القائمين على أي عمل يتعلق بهذا الجمهور مهمة متعبة ومضنية، فهو يطمح للكمال في كل أمر ويبحث دائماً عن التميز والتفرد في كل ما يقدم له.
والقناة الرياضية السعودية كانت محل انتقاد هذه الجماهير والتي تطالبها دائماً بأن تكون الأبرز والأفضل على مستوى القنوات الرياضية، والوصول لهكذا هدف لن يكون أمراً سهل المنال، ولن يتم الوصول إليه إلا عبر طريق وعر بالغ الصعوبة، فالإمكانات والإرث الثقيل وآلية العمل في جهاز حكومي حجار عثرة في هذا الطريق.
وإن كان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة كما يقال، فإن وجود عقلية إدارية مثل الأمير تركي بن سلطان على رأس الهرم في هذه القناة هو اختصار للوقت وحرق للمراحل، فهذا الأمر ليس خطوة واحدة في طريق الألف ميل بل إنه بمثابة الألف خطوة، وكل من شاهد النقلة التي حدثت في القناة على مستوى البنية التحتية وآلية العمل المتبعة في خلال السنة الماضية لابد أن يدرك أن المسألة مسألة وقت ليس إلا، لتصبح القناة الرياضية السعودية خياراً مفضلاً لدى الجمهور الرياضي السعودي!
لاشك أن العمل للوصول لهذا الهدف عمل شاق ولكن هذا الرجل يعمل بطريقة واضحة المعالم ويسير بخطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق أهدافه، فهو يعمل بطريقة إدارية حديثة ويحاول وينجح كثيراً في تجاوز عقبات كثيرة، كالجهد الذي يبذل لتكون هذه القناة قناة للوطن يهمها الرأي لا قائله، والمعلومة المفيدة والخبر الصحيح لا الأشخاص ولا الأسماء، الجهد الذي يبذل لتكون هذه القناة محل ثقة الجميع دون استثناء مهما اختلفت الميول، الجهد الذي يُبذل لتشكل الميول الرياضية واختلافها لوحة جميلة متعددة الألوان على شاشة الوطن ،لا أن تكون الميول مصدراً للتنفير والتعصب المقيت، الجهد الذي يبُذل للحصول على أفضل الأجهزة والمعدات، والسعي دون كلل للحصول على الكفاءات المتميزة رغم صعوبة المنافسة مع القنوات ذات الميزانيات المفتوحة، أشياء كثيرة وجهود وقفت عليها بنفسي حين شرفت بلقاء تركي الوطن في قناة الوطن، وليس من سمع كمن رأى، وهكذا عمل لا ينتظر منه إلا النجاح كنتيجة حتمية !
 
هاء رابعة
السفن تنعم بالأمان في الموانئ، لكنها لم تصنع من أجل ذلك..!