|


فهد الروقي
( هواة جلد الذات )
2010-03-16
نظرية التصوّر الشامل هي أولى ملامح النقد بجميع فروعه والناقد الفطن عليه أن ينظر للأحداث من أعلى ومن محيط خارجي فدخوله في وسط المعمعة يخفي عنه بعض الملامح الضرورية
في هذا السياق وبما أننا مجتمع ( نقادين ) نحاول أن نسقط أراءنا النقدية في شتى جوانب الحياة وغالبها بمفهوم النقد من أجل النقد  أصبحنا حتى في الساحة الرياضية نحمل الأمور أكثر مما تحتمل بل ونضخمها بدرجة كبيرة خصوصا في منافساتنا الحامية على مدار العام فحتى في الفترة الصيفية الراكدة كالمياه الآسنة نجد من الأمور ما يثير الزوابع المحملة بالأتربة والغبار
بل إننا أصبحنا مقتنعين بأن الساحة تغلي وأنها في وضع لم تعد فيه الحياة صالحة وأننا أوشكنا على الانهيار ولزيادة تأكيد ما نريد أن نجلد به أنفسنا وساحتنا أخذنا نردد بجهل أو بعمد سيان في الأمر أن الآخرين ينعمون بأجواء منافسة صحية وأنهم يطبقون مفاهيم الرياضة الصحيحة ( تواضع عند الفوز وابتسم عند الخسارة )
والآخرون هنا ( مفردة مطاطة ) ولكن عند حصرها نتمثل بأوربا فعقدة ( الخواجة ) ستستمر حتى لو نجح مدرب وطني بقيادة منتخب الوطن لإحراز كأس العالم ونكاد نصدق أن منافساتهم شريفة ونزيهة وراقية جدا مع أن الواقع يخالف ذلك فخلاف قضايا الرشاوى وفساد الحكام  والقضايا العديدة فإن طبيعة المنافسات لديهم تحمل ذات الطابع وأشد ظلمة من الصورة المحلية بل إن الأخيرة مقارنة بها ناصعة البياض سوى من حالات قليلة ( سوداء ) فتظهر واحدة كوضوح البقعة في الثوب الأبيض
ولأن المثال يوضح المقال سأكتفي بذكر ثلاث حالات في أعرق  ثلاثة دوريات أوربية وعلى مستوى العالم ففي الدوري الإيطالي وضعت جماهير فريق ما لوحة كبيرة على شكل الصفحة الرئيسية لمحرك البحث ( قوقل ) ووضعوا في خانة البحث اسم فريق منافس ليأتي الجواب الهزلي والقبيح ويتساءل هل تقصد ( الحثالة )
أما في أسبانيا فإن محطات تلفزيونية ( كتالونية ) قد سخرت طواقمها للتهكم والسخرية من ريال مدريد ولاعبه كريستيان رونالدو ووصل بهم الحال لإنتاج مشاهد تمثيلية تسخر من الفتى البرتغالي
في انجلترا سنكتفي بالإشارة إلى سحب شارة قيادة المنتخب من ( جون تيري ) بسبب فضيحة أخلاقية ورفض لاعب آخر الانضمام للمنتخب لذات السبب
هذه الأمثلة نماذج فقط وإلا أن المشاكل لا تعد ولا تحصى
وما طرح أعلاه لا يعني أن ساحتنا خالية من العيوب وأنها لا تضم نماذج لو قدر أن استنسخ منها آخرون لتخاصموا فيما بينهم المنسوخ والمنسوخ منه
 
الهاء الرابعة
وحيد من الخلان في كل بلدة
إذا عز المطلوب قل المساعد