|


فهد الروقي
( عفوا ... بداية السقوط الأزرق )
2010-02-28
المتابع الدقيق لمسيرة الفريق الهلالي هذا الموسم يكتشف أن الفريق استعاد ذاته المغيّبة لفترة غير قصيرة  وأنه بات يقدم كرة قدم حقيقية سواء بالعطاء المقرون بالنتائج أو من خلال المتعة الفنية المشاهدة بتجرد تام حتى أن موهبة ( الترويض ) أصبحت ظاهرة للعيان فلم نعد نشاهد ارتطام الكرة بأي جزء من جسد اللاعب وذهابها لأي اتجاه وفي ابتعادها تتشكل كرة هجمة له أو عليه وعلى حسب قوة الارتطام واتجاه البوصلة المتحركة ويعود الفضل في ذلك – بعد الله – للجهاز الفني وللمحترفين الأجانب وللاعبين المحليين المهرة
هذا الفريق تحديدا بات مؤهلا للوصول للبعيد وتحقيق آمال وتطلعات محبيه في تحقيق دوري المحترفين الآسيوي خصوصا إذا علمنا أن قوة الفريق الحقيقة متنوعة المصادر سواء داخل الملعب وخارجه بل وداخل اللاعبين أنفسهم وخارجهم وبعبارة أدق فالزعيم مكتمل الصفوف ويكفي للدلالة على ذلك وجود الغامدي والمحياني والغنام والفريدي والعابد في خط الاحتياط أما اللاعبون أنفسهم فهم يؤدون أكثر من نهج تكتيكي وخطورتهم متنوعة ما بين الأداء المتوازن والقدرة على خلخلة دفاع المنافسين بالانطلاقات أو التمريرات البينية السريعة أو التسديد بعيد المدى سواء من كرات ثابتة أو متحركة وإن كان يعاب عليه فنيا عدم الاستفادة من ضربات الزاوية  وأنهم يمتلكون في دواخلهم روحا وثابة ورغبة جامحة في تحقيق الألقاب
هذا من جانب ومن جانب آخر  هذه المعطيات مشاهدة رأي العين للجميع وحضورها مجتمعة يعني حضور بطل وأي اختلال في أحد موازينها فإنها ستتحول للضدية  وستجعل منه حملا وديعا بل وستجعل سقوطه مدويا وويح للهلال إن سقط فالمتربصون في الداخل كثر حتى وإن كان السقوط خارجيا
هذا السقوط إن كان بفعل المنافس أيا كان فلا ضير فيه ومنه ولكن أن يكون من فعل الذات فهذا لن تتقبله الجماهير الهلالية وهل هناك في كرة الوطن والخليج بأسره أكبر وأكثف و أكثر عشقا من جماهير الهلال وغضبها هو غضب العاشق وللعشق طقوس لا يشعر بها إلا من أنهكه الفراق وأضناه البعد  
وكيفية السقوط تبدأ من الركون للأفضلية والاكتفاء بالمنجزات السابقة دون أن يعرفوا أن المشوار ما زال طويلا
 
الهاء الرابعة
 
طالما قلت لقلبي كلما 
أنَّ في جنبي أنينَ المحتضرْ
إن تكن خانتْ وعقَّت حبَّنا 
فأضِفْها للجراحاتِ الأخرْ