|


فهد الروقي
(رسالة في عنان السماء)
2010-02-21
الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز حفظه الله
أعلم يقينا أنني حين أنوي أن أكتب لك رسالة خاصة فإنها لن تكون (من تحت الماء) بل هي مكشوفة للعيان ومن عنان السماء لأنك على رأس (الهلال) والأزرق في السماء فمنه ومنك تستمد الرفعة والعلو
لن أتحدث عن أمور خارجة عن إطار الرياضة رغم أن المجال فيها مفتوح إلى أبعد الحروف ولا أملك إلا أن أقول جعلها الله في ميزان حسناتك
ولن أعرج بالحديث عن المجال الأدبي والموهبة الشعرية والمعلقات التي كانت العواصم العربية تمتلئ مدرجات مسارحها حين يحضر الشعر والمشاعر والرقي يسير على الأرض في صورة إنسان
لكنني سأجعل الهاءات في منطق الاستنطاق وسأسلط بقعة ضوء متسعة الأفق نحو خاصية الفكر الرياضي الذي حضرت به لساحة تموج في العشوائية وتلوك التوتر وتغتسل بالاحتقان صباح مساء حتى أثمر الاغتسال عن مستنقعات بعضها غير صالح للاستخدام الآدمي
وسأبدأ من مقولتك الشهيرة (من سره زمن ساءته أزمان) رغم أنها مقتبسة من ملحمة عربية خالدة ما زلنا نذرف على مناسبتها دموع الأسى ولم أقل (إسلامية) مكان عربية لظروف الفرقة التي نتقنها
حين النطق بالمفردة كانت الظروف الخارجية قد وأدت أحلامك في تكوين فريق أحلام بعد ترحيل مدرب يستطيع أن يجلب الفرح دون أن يعير المتعة أي اهتمام
ومع ذلك بدأت من تلك اللحظة رسم أولى خطوات خطط الإستراتيجية الجديدة والتي تمثلت بإحضار جهاز فني متكامل وعلى الإخوة المتابعين ملاحظة مفردة (جهاز) فالمدرب بلجيكي والمساعد ألماني والطبيب فرنسي والقائمة تطول بل إن هذا الجهاز يصنف على أنه من أفضل الأجهزة التدريبية على مستوى العالم وتم إعطاء قائد هذا الجهاز كامل الصلاحيات في عمل كل ما يريد دون أي تدخلات مستشرية بالكرة المحلية وعاصفة بكثير من مخططات المدربين من نوعية (حبيب وطيب أو رخيص وكويس)
ثم إحضار رباعي أجنبي من فئة ( السبعة نجوم ) كلفوك ملايين الريالات وصبرت عليهم غير آبه بالضغوطات التي مورست بين مقلب وبطئ وسيذوب من هجير صحراء نجد لأنك خططت بفكر واخترت بعناية وبنيت عملك على علم
ثم عينت جهازا إداريا بقيادة ( أسطورة ) وما بين القوسين يكشف حجم هذا الجهاز ولا زيادة
وقد تركت الجميع يعمل بحرية تامة بعد أن وفرت لهم أجواء صحية غاية في المثالية وعملت بصمت وهدوء بعيدا عن الأضواء التي يعشقها الأضداد ويفضلونها على ما سواها حتى أنك جددت مع ياسر والمرح والمقاتل وبقية جوقة الذهب دون ضجيج ودون سيناريوهات طويلة ومملة تنتهي ببطولة وهمية كما يفعل البعض..
وبعد كل هذا غلفت عملك الاحترافي بهالة ضوئية من الحب والاحترام والتقدير فانتصرت الإنسانية على المادية لدرجة أن كل من سأل عن عقد بين تجديد أو رحيل أشارت بوصلة قلبه نحو عبد الرحمن بن مساعد ونبض فؤاده لك فأنت المسيطر بين الروح والجسد
 
الهاء الرابعة
 المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
وزال عنك إلى أعدائك الألم