|


فهد الروقي
حتى لاتخرج الأمور عن مسارها
2010-02-10
نحن أمة تعشق الخلافات لدرجة تفوق كل أمم الأرض الأخرى منذ أن نطق ( يعرب) بلغة الضاد إلى ظهور دين السماحة والشمول – الإسلام – بل إننا كنا نتقاتل لسنوات طويلة تمتد لأربعين حولا – لا أبا لك يسأم – لأسباب تافهة بل ولن أبالغ لو قلت غاية في التفاهة فمرة من أجل بيضة وجمل وعجوز وتيمناً بالأخيرة أطلقنا عليها ( البسوس ) وهي ليست جمعا للقطط على اللهجة المحلية كما صرح بذلك ذات تعليم طالب نجيب
وأربعينية أخرى من أجل ( فرس وحصان ) يتسابقان في الميدان وبمناسبة فرح ومحبة لسبب الخصومة بين أبناء العمومة خلدنا اسم الدابتين ( داحس والغبراء) وخلدنا معها فضيحتنا وشماتة كل ( الأبلات ) فينا وما بين الأقواس مأخوذة من البلاهة ولا تسألوني عن أي تصريف ربطت هذه بتلك
وأفضل ما يعرفنا هو قول الفاروق عمر : " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله "
في الزمن المعاصر وقبل أيام قليلة أعدنا سيناريو الجاهلية الأولى بعد حرب كلامية طاحنة بين شقيقين من أجل ( جلد منفوخ ) وقد طالت هذه الحرب كل أخضر ويابس من قيم الأخوة والجوار والدم والحمية اليعربية وقبل كل ذلك رابط العقيدة وعلت فيها أصوات النشاز وخفتت أصوات الحكمة والحكماء
محليا نحن بمنأى عن هذه الحروب وعن كل السفاهات فالرابط الديني في المجتمع قوي جدا بفضل من الله ومنة، وقصص الخروج عن النص التي تحدث بين الفينة والأخرى هي نزوات لا تلبث أن تختفي وترحل إلى مزبلة النسيان والهوامش
وما لقاء هذا المساء إلا كسابقيه على المدى الطويل لقاء يجمع الأشقاء لمدة ساعة ونصف أو ساعتين على الأكثر ثم تنتهي فصول مسرحية الإثارة بفوز يتغنى به صاحبه ردحا من الزمن ويذهب الآخر إما لتصحيح أوضاعه أو للبكاء عليها وبين الإجراءين مقومات بطل وعكسه
وحتى لا تخرج الأمور عن مسارها الصحيح كما يسعى لذلك بعض هواة الإثارة السمجة يجب أن يتم التعامل مع الأمور كما هي وفي حجمها الطبيعي لا إفراط ولا تفريط ولا زيادة ولا نقصان وهنا يأتي دور العقلاء من الجانبين
 
الهاء الرابعة
إن تكن أنت جميلا فأنا
شاعر يستنطق الصخر العصيا
إن تكن أنت بعيدا عن يدي
فخيالى يدرك النائي القصيا
لا تقل إني بعيد في الثرى
فخيال الشعر يرتاد الثريا