|


فهد الروقي
نداء شبيه الريح
2009-12-25
انتهت مباراة الهلال والوحدة عصرا وعصرا من التحكيم وما بين العصر وقتاً والعصر مصدر الفعل (عصر) ظهر محمد الغامدي (مساعد الحكم) مبتسماً للجميع وكأنه يقول لم أفعل شيئا فكرة (ويلي) لم تلامس الشباك حتى لو تجاوزت خط المرمى بمتر يزيد أو ينقص و(فيفا) يدرس وضع هذه اللقطة والابتسامة على طاولة اجتماعاته
وبعد العصر قدم الهلال مستوى جيدا وواصل صدارته وقدم معه الفرسان خصوصا في الشوط الثاني عطاء غاية في الروعة لكن مشكلته أنه رغب في الفوز وفتح اللعب مع فريق يعشق المساحات ويحولها لسيمفونية متعة حين أن رغبت جماهيره في أن يواصل الصدارة والروعة وبعد أن ثبت الشلهوب رقمه وكسر (نيفيز) قاعدة الرقم وواصل (المرح) فتح الأنفاق والجسور في الطرق المغلقة حتى تحولت لسريعة ينفذ منها بسلاسة ويرسل الكرات بدقة وحين تجاوز (ياسر) مراسم العزاء (رحم الله موتى المسلمين)
ولكن قبل هذا وذاك دعونا نتوقف عند ظاهرة تحدث لأول مرة في الكرة السعودية ـ حسب علمي ـ حتى أن مخرج اللقاء (أبهره) ما رأى فترك كاميراته ترصد الحدث وترك فاه فاغرا ينظر هل هذا حقيقة أم خيال ؟ وقد بدأت الحكاية قبل اللقاء بثلث ساعة حين نظر عبد الرحمن بن مساعد للموج الأزرق فوجده هادئا وقد كانت عاداته (الثوران) ولم يكن العدد لائقا بفريق القرن ولا بجماهيره الأكثف محليا والثانية عربيا فوجه (نداء) صادقا لتلك القلوب العاشقة والتي لبت النداء بعد أن وصلها باسمه ورسمه صادقا وصافيا وما هي إلا دقائق معدودة والجموع تتزاحم على أبواب الملعب وبعد أن مضى من اللقاء ما مضى لتتجلى النجوم الزرقاء ويرسل المكير كرة بينية للمنفرد (راقص السامبا) وعلى طريقة (الإيثار) يقدمها على طبق من ذهب للكاسر معلنا قص شريط الثلاثية
ولتكون (ظاهرة) تبين بجلاء حجم التأثير الإيجابي الذي غرسه شبيه الريح في أفئدة جماهير فريقه وجماهير شاعريته بل وفي الساحة الرياضية قاطبة مواصلا نهجه الإداري المميز والأنموذج الأول مع كامل التقدير للجميع.

هاء رابعة
ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى
من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا