|


فهد الروقي
خلق وفرق
2009-12-23
كلاهما نشأ وترعرع في حارات مكة القديمة ومارسا الركض البريء في أزقتها الضيقة يطاردان المستديرة الصغيرة فهما موهوبان جدا ويعشقانها لحد الثمالة ويتقنان مداعبة الشباك وترقيص المدافعين حركياً والجماهير طرباً حين تزور كراتهما مرمى المنافسين ومن هناك انطلقا لفضاء أرحب وودعا اللعب في الملاعب الترابية حافيّ القدمين إلى مقر نادي الوحدة وما هي إلا سنوات قليلة حتى احتلا خط المقدمة فيه ورغم أن فريقهما يقبع في مراكز الوسط إلا أنهما كانا يتنافسان ويتصارعان على لقب الهداف، إنهما الخطيران (عيسى المحياني وناصر الشمراني)، ولأنهما من طينة اللاعبين العمالقة فقد توجهت أنظار الأندية الكبيرة نحوهما فانتقل الشمراني للشباب بمبلغ يفوق الثلاثة عشر مليون ريال بهدوء ودون ضجيج لعدم وجود المنافسة في حين انتقل رفيق الدرب للكبير الأول في العاصمة بل وفي كرة الوطن ما زلت لم أعطه حقه إنه يا سادة كبير الكبار في آسيا (الهلال) بمنافسة حامية وعملية صراع طويلة انتهت بـ(استخارة لله) وغضب من الطرف الآخر.
هما يتفقان في ملامح كثيرة من مسيرتهما حيث الموهبة والمركز الذي يلعبان فيه والبداية والمدينة والنادي والانتقال ومقر الانتقال والوصول لأخضر الوطن.. الخ.
ولكن هناك فرق وحيد بين الثنائي يكمن في (التوافق الفكري العاطفي) فعيسى يملك مع الموهبة خلقا قويما وسلوكا مستقيما في حين أن الآخر صاحب عصبية زائدة ونرفزة مستمرة ومشاكل عديدة والخوض في التفاصيل أكثر سيطيل الأمور لمنطقة لا للحصر ولكن سنكتفي بذكر آخر موقفين لهما، فالمحياني استبدل في مباراة نجران قبل أن ينتهي الشوط الأول فتوجه بفكر احترافي وحيا مدربه ثم أخذ موقعه بين بقية الرفاق وقد كان فريقه وقتها متعادلا ويحتاج للفوز بل إنه ظهر (مبتسما) للجماهير وعدسات المصورين ضاربا مثالا حيا عن تقديم المصلحة العامة على الخاصة.
في حين أن (ناصر) غضب بطريقة فجة حين أخرجه المدرب قبل أن تلفظ مباراتهم ضد فريقه السابق الأنفاس الأخيرة وأزبد وأرعد ويقال إنه هدد بعدم المشاركة في مباراة النصر المقبلة وبين التصرفين يأتي الفرق بين نجمين كبيرين أحدهما فضل المجموعة على نفسه والآخر تكاد تقتله (النرجسية) ويحتاج لمن يعيد إليه وعيه.
 
هاء رابعة
 وما إن بكيت زمانا
إلا بكيتُ عليه
ولا ذممت صديقا
إلا رجعت إليه!