كان ياما كان في سالف العصر والأوان وفي مساء باريسي (فاتن) حيث الفخامة ومظاهر المباهاة حاضرة بقوة لوجوه وأجساد عشقت التعالي حتى النخاع، فهي تتحرك برياء وتقف برياء وتجلس وتشرب وتأكل وتلبس وكل الأفعال الضرورية تفعلها برياء، حتى التي يتفق بها كل البشر صغيرهم وكبيرهم فقيرهم وغنيهم شريفهم ووضيعهم ومع ذلك هم فقط (الثلاثة) على الأرائك المخملية الفاخرة يفعلون ذلك ولسان حال كل واحد منهم يقول:
(أكبر فخر للناس إني من الناس...
وأكبر فخر للأرض ممشاي فيها)
وهناك من على شرفته (العالية) قدرا وواقعا جلس شهريار يراقب عن كثب المارة ويسمع أحاديث مرتادي المقاهي دون أن يلفت نظره شيء ما، فالجميع متفق على الاستعراض الذي يصل في بعض مراحله للتصابي، بل إنه قطب جبينه كدرا وضيقا حين شاهد ظاهرة غريبة سماها فيما بعد (تفحيط الكهول).
وظل شهريار على نفس شرفته يحتسي أكواب القهوة بشراهة فهو يعاني من أزمة أرق حادة ويريد أن يداويها بالتي كانت هي الداء، وفي الهزيع الأخير من الليل وحين انفضت أغلب (السوامر) وهدأ الشارع الباريسي الجميل ولم يبق من المرتادين إلا النزر اليسير، بدأت أصوات (المهابيل الثلاثة) في الارتفاع حينها عرف أنهم ينتمون لوسطنا الرياضي وعرف أنهم غاضبون من شيء ما حتى وصلوا لمرحلة (تصنيف) عجيبة، فقد قسموا الأندية إلى مجموعات، وقسموا اللاعبين والإداريين بل وحتى الإعلاميين ثم سكتوا ولم يعودوا للتصنيف وقد تنفس شهريار الصعداء لأنهم لم يقسموا البطولات.
وحين عاد إلى موطنه أسر (لشهرزاد) القصة – لا تستغربوا فلأننا في زمن انقلاب المفاهيم فقد تغير حتى إرثنا الثقافي فأصبح شهريار هو من يحكي القصص لشهرزاد ولربما كانت العصمة بيدها.
وبعد أن انتهى من السرد عنفته لأنه لم يقم بعملية تسجيل لأحاديثهم وحين هم بأخبارها بخطورة الأمر تذكر أن ذلك أصبح جائزا في ساحتنا وقرر أن يرسل لهم (مسجا) قال فيها: (أعرف ما فعلتم في الصيف الماضي) ثم التفت لشهرزاد وقال لها: "هل تذكرين الصيف".
هاء رابعة
هل تذكرين الصيف وأمسيات الصيف؟
في عامنا الماضي جانا الهوى الراضي
كالضيف أو كالطيف والآن عاد الصيف
كيف افترقنا كيف؟!
وكيف يا عيني
صرنا بعيدين ؟!
وكيف صار الصيف.. في القلب مثل السيف!
(أكبر فخر للناس إني من الناس...
وأكبر فخر للأرض ممشاي فيها)
وهناك من على شرفته (العالية) قدرا وواقعا جلس شهريار يراقب عن كثب المارة ويسمع أحاديث مرتادي المقاهي دون أن يلفت نظره شيء ما، فالجميع متفق على الاستعراض الذي يصل في بعض مراحله للتصابي، بل إنه قطب جبينه كدرا وضيقا حين شاهد ظاهرة غريبة سماها فيما بعد (تفحيط الكهول).
وظل شهريار على نفس شرفته يحتسي أكواب القهوة بشراهة فهو يعاني من أزمة أرق حادة ويريد أن يداويها بالتي كانت هي الداء، وفي الهزيع الأخير من الليل وحين انفضت أغلب (السوامر) وهدأ الشارع الباريسي الجميل ولم يبق من المرتادين إلا النزر اليسير، بدأت أصوات (المهابيل الثلاثة) في الارتفاع حينها عرف أنهم ينتمون لوسطنا الرياضي وعرف أنهم غاضبون من شيء ما حتى وصلوا لمرحلة (تصنيف) عجيبة، فقد قسموا الأندية إلى مجموعات، وقسموا اللاعبين والإداريين بل وحتى الإعلاميين ثم سكتوا ولم يعودوا للتصنيف وقد تنفس شهريار الصعداء لأنهم لم يقسموا البطولات.
وحين عاد إلى موطنه أسر (لشهرزاد) القصة – لا تستغربوا فلأننا في زمن انقلاب المفاهيم فقد تغير حتى إرثنا الثقافي فأصبح شهريار هو من يحكي القصص لشهرزاد ولربما كانت العصمة بيدها.
وبعد أن انتهى من السرد عنفته لأنه لم يقم بعملية تسجيل لأحاديثهم وحين هم بأخبارها بخطورة الأمر تذكر أن ذلك أصبح جائزا في ساحتنا وقرر أن يرسل لهم (مسجا) قال فيها: (أعرف ما فعلتم في الصيف الماضي) ثم التفت لشهرزاد وقال لها: "هل تذكرين الصيف".
هاء رابعة
هل تذكرين الصيف وأمسيات الصيف؟
في عامنا الماضي جانا الهوى الراضي
كالضيف أو كالطيف والآن عاد الصيف
كيف افترقنا كيف؟!
وكيف يا عيني
صرنا بعيدين ؟!
وكيف صار الصيف.. في القلب مثل السيف!