|


فهد القحيز
انتخابات اتحاداتنا وسلاح الصين
2016-06-20
تشهد الرياضة السعودية في هذه الايام انتخابات مجالس (17) اتحاداً رياضياً.. وهي..ألعاب القوى، السباحة، كرة اليد، السلة، الطائرة، الطاولة، الكاراتيه، رفع الاثقال، الدراجات، الملاكمة، التايكوندو، الجمباز، المبارزة، المصارعة، التنس، الجودو، الاسكواش.
ـ اللجنة الاولمبية السعودية قامت (مشكورة) بالخطوات التنظيمية الخاصة لهذه الانتخابات.. بداية من إعداد الأنظمة واللوائح وتشكيل اللجان الخاصة بالانتخابات وهي (اللجنة العامة للانتخابات برئاسة الأمير خالد بن بندر بن مساعد ، ولجنة الاستئناف، ولجنة العد والفرز) ومن ثم وضعت استمارات التسجيل (للمنتسبين والناخبين والمرشحين) تتم تعبئتها لكل من يرغب منهم على رابط عبر البوابة الالكترونية للانتخابات للاتحادات الرياضية.
ـ الملاحظة الهامة التي ارى انها ربما تساهم في ضعف نتائج هذه الانتخابات وذلك بوصول اسماء ضعيفة لعضوية اتحاداتنا الرياضية لا تقدم ولا تضيف أي جديد.. وبالتالي ضعف عمل الاتحادات في الدورة المقبلة وتدهور النتائج وعدم التفوق وتحقيق أي انجازات قارية ودولية جديدة.. هي ضعف شروط الترشيح الواردة في المادة (14) للائحة انتخابات مجلس ادارات الاتحادات الرياضية... فالشروط الواردة في هذه المادة عامة وغير دقيقة ، فمثلا لم يعط المؤهل الدراسي في تخصص التربية البدنية وعلوم الرياضة أي اعتبار!!... وكأننا هنا نقلل من أهمية وجود العلم الرياضي.. وعدم ضرورة تواجد الاشخاص المؤهلين أصحاب التخصص في الرياضة وعلومها في ادارة دفة عمل الاتحادات الرياضية في المرحلة القادمة!!.
ـ فالمفروض ان يعاد النظر في شروط الترشيح.. لتكون عملية وذات فاعلية اكثر.. وكذلك يعدل شرط المؤهل المذكور في المادة (14) على وجه الخصوص.. ليكون المؤهل في الرياضة شرطا اساسيا.. ويصبح الشرط الجديد.. يكون حاصلا على بكالوريوس تربية رياضية على الأقل.. ويستثني من كان حاصلا على دبلوم تربية بدنية (لا يقل عن ما يعادل الثانوية العامة) وكان لاعبا أو حكما أو مدربا أو إداريا مع خبرة لا تقل عن عشر سنوات في المجال الرياضي. ويستثنى كذلك من سبق وان حقق إنجازات وطنية على المستوى القاري أو الدولي، مع خبرة لا تقل عن عشر سنوات في المجال الرياضي؛ شريطة ألا يقل مستواه التعليمي عن درجة البكالوريوس (على الأقل) في تخصص غير التربية الرياضية.
ـ لا سيما وان الرياضة اصبحت صناعة.. خاضعة للأسس والطرق والاساليب المستمدة من نظريات وقوانين علوم الرياضة.. فالإنجاز الرياضي لم يعد يأتي بمحض الصدفة او من خلال بعض الاجتهادات والخبرات الشخصية.. وانما يحتاج الى البحوث والدراسات العلمية وهذا لن يحدث الا بوجود الاكاديميين المختصين في علوم الرياضة وفروعها يعملون في الاتحادات الرياضية.. ولعل تجربة اليابان في كرة القدم وتجربة الصين في أولمبياد 2008م في اعداد الأبطال الأولمبيين أكبر دليل على فاعلية التخطيط العلمي في العمل الرياضي...
ـ فالصينيون جعلوا من البحوث الأكاديمية الرياضية وتطبيقيها (عمليا) سلاحا في صناعة الابطال ليتداول الإعلام المتابع لبطولتهم مصطلح صناعة الأبطال للحديث عن اللاعبين الصينيين الذين أظهروا براعة نالت اعجاب النقاد والمحللين.. فالصينيون اسسوا قاعدة علمية ومنظومة متكاملة مكنتها من إعداد أبطال يستطيعون المنافسة ومقارعة الأبطال... فهل نسير على خطاهم؟.. ونرى فرقنا ومنتخباتنا ولاعبينا يحصدون الذهب قاريا ودوليا..
ـ ختاماً... اتمنى وضع معايير ترشيح دقيقة.. تضمن وصول كوادر مؤهلة تكون اضافة لاتحاداتنا الرياضية.. وليس اشخاصا بمثابة تكملة عدد لا يقدمون ولا يؤخرون.. لا سيما وان العمل ذو التخطيط العلمي دائما ما يكون فيه توفير للوقت والجهد والمال و ضمان تحقيق الانجاز الرياضي... وأيضا حتى لا تتكرر التجربة الفاشلة التي حدثت في الدورة الانتخابية لاتحاداتنا الرياضية التي قاربت على الانتهاء.. والله من وراء القصد.