|




فهد القحيز
الأخضر بعد تيمور
2015-11-23
بعد الفوز الكبير لمنتخبنا الوطني (الأول) على منتخب تيمور الشرقية بعشرة أهداف وعودته للوطن بالنقاط الثلاث التي وضعته في صدارة مجموعته برصيد (15) نقطة، ودخول المنتخب الإماراتي (الشقيق) معه في منافسة شرسة على خطف البطاقة الأولى في مجموعتهما لضمان التأهل المباشر للأدوار النهائية في التصفيات الآسيوية (المزدوجة) المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019م.. لابد من تحديد الأسلوب الأفضل لتحضير اللاعبين وإعدادهم بدنيا وذهنيا ونفسياً.. لتحقيق ثلاثة أمور هامة للأخضر.. الأول.. لتجنب الحالة المعنوية الضعيفة التي ظهر بها لاعبو الأخضر أمام المنتخب الفلسطيني (الأخيرة) يوم أن غاب التركيز والحماس والطموح والإصرار على الفوز.. الثاني.. لإكمال مشوار التصفيات بنجاح من خلال الفوز في المباراتين المتبقيتين.. أمام ماليزيا والإمارات.. والثالث.. للبناء الطويل والحصول على منتخب قوي متجانس ينافس بقوة في الاستحقاقات المقبلة خلال الأربع سنوات المقبلة.
ـ ولذلك فإن تجهيز منتخبنا الوطني للمباريات المقبلة يتطلب إعدادا جيدا حتى نضمن التأهل بعيدا عن الحسابات الأخرى.. فالفوز في المباريات والمنافسة في بطولات كرة القدم يتطلب تقديم أفضل مستوى ممكن من الأداء طوال المباراة وطوال مشوار البطولة أيضا.. وهنا تبرز أهمية الإعداد المتكامل (بدنياً وفنياً ونفسياً) للاعبي منتخبنا في المرحلة المقبلة.
ـ صحيح أن الفوز في مباراة كرة قدم يتوقف على إمكانات اللاعبين الجسمية وما يمتلكونه من قدرات لياقيه ومهارية.. إلا أنه أيضا مرتبط وبدرجة كبيرة بالحالة النفسية والمعنوية للاعبين.. فالحالة النفسية في وسط المنافسة هي من يتحكم في أداء اللاعبين.. فعندما تكون الحالة النفسية جيدة.. تجد الحماس الزائد يظهر وأيضا الكفاح والإصرار لدى اللاعبين في تحقيق الفوز.. والعكس صحيح.. مع الحالة النفسية السيئة للاعبين يحدث الإحباط والفشل.
ـ حقيقة من المشاكل التي تواجه منتخبنا في السنوات الأخيرة هي تذبذب مستوى أداء بعض لاعبيه.. ففي فترة تجد أن بعظهم يكاد يكون هو النجم الأول وهو من ساهم بشكل مؤثر في حسم نتيجة المباراة.. وفي فترة أخرى.. يكاد يكون مختفياً من التشكيلة وكأنه لم يشارك في المباراة بل إنه من سوء مستواه يوصف بأنه هو من تسبب بأخطائه الفردية في الهزيمة.
ـ فحالة تذبذب المستوى الذي يتعرض لها لاعبينا بين حين وآخر.. من الصعب تحديد أسبابها.. ولكن ربما تحدث كنتيجة للضغوط التي يتعرضون لها خلال حياتهم اليومية ومعايشتهم داخل وسطنا الرياضي (بمختلف أنواعها ومصادرها) سواء كانت هذه الضغوط (ضغوط إعلامية أوجماهيرية، أو ضغوط ناتجة عن عدم استلام المرتبات الشهرية والمكافآت، أو ضغوط في العلاقة مع المدرب إو إدارة النادي أو مع الزملاء، أو ضغوط الأخطاء التحكيمية، أوضغوط الإصابة، أو ضغوط المشاكل الأسرية، ...الخ.
ـ فأتمنى من إدارة المنتخب أن تعمل (من الآن) على إعداد منتخب متكامل يقدم كرة حديثة ويستطيع الظهور القوي والبروز في النهائيات المقبلة لكأس العالم 2018م وكأس أمم آسيا 2019م.
ـ أعتقد أن أهم العوامل لصناعة منتخب قوي متوافرة لدى كرتنا المحلية (الآن)، فلدينا لاعبون جيدون ومدرب قدير بوجود الهولندي مارفيك.. نحتاج فقط.. لإعداد منسق يتم عبر فترات زمنية محددة يتم برمجتها كفترات بينية في بعض التوقفات في جولات مسابقاتنا المحلية وذلك بهدف لعب منتخبنا الوطني الأول لأكبر عدد من المباريات الودية مع منتخبات قوية بتشكيلة ثابتة للاعبين حتى نحقق مزيدا من التطوير للأداء الفني لعناصر المنتخب وإكسابهم مزيدا من الخبرة.. والله من وراء القصد.